أداة الملاحظة في البحث العلمي

الملاحظة في البحث العلمي

أداةالملاحظة فى البحث العلمي

الملاحظة في البحث العلمي تُعد من أبرز الأدوات المنهجية التي يعتمد عليها الباحث في استكشاف الواقع كما هو، دون تدخل أو تحوير. فهي تمكّنه من التفاعل المباشر مع الظواهر، ومراقبتها في سياقها الطبيعي، مما يضفي على النتائج طابعًا من المصداقية والواقعية. وتبرز أهمية الملاحظة في كونها تكشف عن أنماط سلوكية أو بيئية قد لا تظهر من خلال أدوات جمع البيانات الأخرى كالمقابلة أو الاستبيان. لذا فإن الملاحظة في البحث العلمي ليست مجرد مراقبة عابرة، بل عملية منظمة تتطلب وعيًا، تركيزًا، وخبرة في فهم التفاصيل الدقيقة. إنها نافذة مفتوحة على الواقع تُثري البحث وتعمّق تحليلاته.

تعريف أداة الملاحظة في البحث العلمي:

أداة الملاحظة فى البحث العلمي هي المشاهدة والمراقبة الدقيقة لسلوك أو ظاهرة معينة أو أفراد محددين خلال فترة أو فترات زمنية محددة، وضمن ترتيبات بيئية تضمن الحياد والموضوعية، وتسجيل الملاحظات أولا بأول، كذلك الاستعانة بأساليب الدراسة المناسبة لطبيعة ذلك السلوك أو تلك الظاهرة بغية تحقيق أفضل النتائج، والحصول على أدق المعلومات.وتمكّن الملاحظة في البحث العلمي من جمع بيانات دقيقة وموضوعية، تُسهم في تفسير الواقع وفهمه بشكل أعمق.

أهمية التحليل الإحصائي

أنواع الملاحظة في البحث العلمي

تمتاز الملاحظة فى البجث العلمي بأنواع ومن أهمها:

1- الملاحظة البسيطة:

يقصد بها أن تتم عملية الظواهر وهي في حالتها التلقائية دون تعمد أو ضبط علمي بمعني ملاحظة الظواهر من خلال ظروفها الطبيعية دون استخدام لأي نوع من أنواع العد والقياس.ومن أهم أساليب الملاحظة البسيطة:

الملاحظة بالمشاركة:

تعرف الملاحظة بالمشاركة والمفيدة في مجال رصد الشائعات بأنها تلك التي تمكن الباحث من أن يحيا وسط الناس الذين يرغب في ملاحظتهم ويتيح له أن يساهم في مختلف أوجه النشاط للمبحوثين ومن المقبول أن تكون معايشة المباحث لمجتمع بحثه لفترة مؤقتة تحددت مسبقا وفقا لخطة البحث.
ومن ألزم الأمور على الباحث الذي يرصد الشائعات من خلال أسلوب الملاحظة بالمشاركة أن يساير الجماعة أو المجتمع المبحوث كأي عضو بمعني أن يخضع لنفس الظروف والمؤشرات التي يخضع لها مجتمع بحثه وعليه ألا يفصح عن شخصيته حتى لا يلجا المبحوثين إلى تضليله أو إخفاء مشاعرهم وأنماط سلوكهم وعاداتهم في التعرض لوسائل الاتصال أو ترديد الشائعات أو النكت.

الملاحظة بغير المشاركة:

هي الملاحظة التي تتم دون أن يشترك الباحث بأي صور من الصور في أي نوع من أنواع النشاط اليومي للمجتمع المبحوث، ويري الخبراء والمتخصصون في استطلاعات الرأي العام أن الملاحظة بغير المشاركة كأسلوب من اساليب الملاحظة البسيطة تستخدم لملاحظة الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات ذات الاتصال المباشر ويرون كذلك أن لهذا الأسلوب ميزة تتمثل في تمكين الباحث من أن يلاحظ السلوك كما يحدث فعلا في الواقع وبصورة طبيعية.

2- الملاحظة المقننة:

إن محك الاختلاف الأساسي بين الملاحظة البسيطة والمقننة هو خضوع الملاحظة المقننة (للضبط العلمي) وينطبق الضبط على عملية الملاحظة ككل بحيث يشمل كل الأطراف المشاركة فيها الباحثون والأفراد المبحوثون وموضوع الملاحظة والغايات التي تسعي إليها وكذلك الموقف الاجتماعي الذي يحتوي كل هؤلاء الاطراف جميعا.

ولقد شاع استخدام (الملاحظة المقننة) في الدراسات التي تختبر فروضا سببية أو الدراسات التي تستهدف تقديم وصف دقيق لظاهرة ما من الظواهر التي تسعي استطلاعات الراي العام إلى رصدها.

دقة تحليل البيانات

تعرف إلى الاستبيان كأداة جمع البيانات في البحث العلمي.

خطوات وإجراءات أداة الملاحظة في البحث العلمي:

  1. تحديد الهدف: حيث انه من الضروري أن يحدد الباحث هدفه وغرضه الذي يسعي للوصول إليه.
  2. تحديد الأشخاص: الذين سيخضعون للملاحظة نظرا لأهمية الاختيار الجيد لأفراد العينة وتعريف وضعهم تعريف شامل.
  3. تحديد الوقت اللازم والفترة الزمنية: لان الملاحظة تستنفذ وقتا طويلا على الباحث أن يخصص وقت يخضع له جميع أفراد العينة.
  4. تسجيل البيانات والمعلومات: حيث انه يجب على الباحث جمع المعلومات بشكل نظامي والتأكد من صحة البيانات ودقتها. وأن يحصل الباحث على المعلومات المسبقة والكافية عن الظاهرة موضع الدراسة.
  5. بناء أدوات الجمع: لكل تقنية طريقة خاصة لجمع المعطيات فالملاحظة في عين المكان تتطلب إعداد والاستعانة بإطار الملاحظة الذي يسمح لنا بفرز ما يستحق فعلا ملاحظته، ويتضمن إطار الملاحظة مفاهيم والأبعاد والمؤشرات.

تعريف إطار الملاحظة

هو أداة تستعمل في جمع المعطيات أثناء إجراء الملاحظة في عين المكان واستعانتنا بإطار الملاحظة لنا بفرز ما يستحق فعلا ملاحظتنا. ومن البديهي جدا أن يكون إطار الملاحظة معتمدا على التعريف العملياتي للمشكلة المطروحة للدراسة.يجب أن يكون إطار الملاحظة فى البحث العلمي متضمنا للمفاهيم والأبعاد والمؤشرات المتولدة.

التسجيلات الفعلية والتأملية في الملاحظة:

يقوم الملاحظ بتسجيل نوعين من التسجيلات:

  • تسجيلات فعلية: تقصي كل أنواع المعلومات مهما كانت، كما تتضمن مخططا للموقع ومعلومات عامة عن الاشخاص.
  • تسجيلات تأملية: هي عبارة عن تقديرات للملاحظات وتنقسم إلى صنفين:
    1- تحليلية (لها علاقة بفرضية أو هدف البحث).
    2- شخصية (الشعور).

مزايا أداة الملاحظة في البحث العلمي

تُعد الملاحظة فى البحث العلمي من أقدم أدوات جمع البيانات في البحث العلمي، وهي تعتمد على مشاهدة السلوك أو الأحداث في بيئتها الطبيعية دون تدخل مباشر. وتُستخدم بشكل خاص في البحوث التربوية والاجتماعية والسلوكية. وتمتاز هذه الأداة بقدرتها على التقاط التفاصيل الدقيقة التي قد لا تُفصح عنها الأدوات الأخرى كالاستبيان أو المقابلة.

  1.  توفر بيانات واقعية من خلال مراقبة السلوك كما يحدث طبيعيًا دون تحريف أو تزييف.
  2. تمكن الباحث من جمع معلومات لا يستطيع المشاركون التعبير عنها لفظيًا أو لا يدركونها.
  3. تُعد أداة مناسبة لدراسة الظواهر الاجتماعية والسلوكية المعقدة التي يصعب قياسها بالطرق التقليدية.
  4. تُقلل من خطر التحيز الناتج عن الاستجابة الاجتماعية، خاصة في الموضوعات الحساسة.
  5. تُفيد في فهم السياق العام للظاهرة، بما في ذلك البيئة والزمان والعلاقات المحيطة بالسلوك.
  6. توفر بيانات غير لفظية مثل تعبيرات الوجه، نبرة الصوت، الإيماءات، وتفاعل الأفراد.
  7. تُستخدم لتقويم الأداء الفعلي في المواقف التعليمية أو المهنية أو العلاجية.
  8.  تساعد في التأكد من صدق بعض البيانات التي تم جمعها بطرق أخرى.
  9.  تمكن من تسجيل تفاصيل الأحداث كما تجري، مما يسهم في تكوين رؤية شاملة للظاهرة المدروسة.
  10. تُعد أداة مهمة في البحوث النوعية والميدانية التي تتطلب التفاعل المباشر مع الواقع

عيوب أداة الملاحظة في البحث العلمي

رغم أن أداة الملاحظة في البحث العلمي تُعد من الوسائل الفعّالة في جمع البيانات الطبيعية في بيئتها الأصلية، فإن استخدامها لا يخلو من بعض التحديات التي يجب أن يكون الباحث على وعي بها. وتكمن هذه العيوب في الجوانب المنهجية والعملية المرتبطة بتطبيق الملاحظة فى البحث العلمي وتفسير نتائجها.

  1. تعرض الباحث لخطر التحيز الشخصي في تسجيل السلوك أو تفسيره، خاصة إذا لم تكن لديه أدوات معيارية واضحة.
  2. تتطلب وقتًا طويلًا وجهدًا مكثفًا لمراقبة وتوثيق السلوكيات بشكل دقيق، خصوصًا في البيئات الطبيعية.
  3. قد تتأثر تصرفات المشاركين بوجود الباحث (تأثير المراقب)، مما يؤدي إلى سلوك غير طبيعي أو مصطنع.
  4. يصعب في كثير من الأحيان تكرار الملاحظة فى البحث العلمي أو التحقق من مصداقيتها مثل الأدوات الأخرى كالاستبيان.
  5. لا تصلح لملاحظة الجوانب الداخلية مثل النوايا أو المشاعر أو المعتقدات، لأنها تركز فقط على السلوك الظاهري.
  6. تُعد أداة الملاحظة في البحث العلمي غير مناسبة للعينات الكبيرة أو الدراسات التي تتطلب تعميمًا واسع النطاق.
  7. تسجيل الأحداث والمواقف في الميدان قد يكون صعبًا في اللحظة الفعلية، خاصة إذا كانت المواقف متسارعة.
  8. يتطلب استخدامها تدريبًا جيدًا للباحث على الملاحظة المنهجية الدقيقة دون التأثير على البيئة أو المشاركين.
  9. تحليل البيانات المستخلصة من الملاحظة غالبًا ما يكون نوعيًا ومعقدًا ويحتاج إلى تأطير نظري محكم.
  10.  قد تُسبب إحراجًا للمبحوثين إذا شعروا بأنهم تحت المراقبة المستمرة، مما يؤثر على صدق النتائج.

منصة احصائي تحليل بيانات

 

اطلع أيضًا على المقابلة كأداة جمع البيانات في البحث العلمي.

الخاتمة

يتضح لنا في خاتمة هذا المقال أن الملاحظة في البحث العلمي بمختلف أنواعها من أهم الادوات المستخدمة في الدراسات الوصفية حيث تكمن أهمية الملاحظة في البحث العلمي في جمع البيانات المتعلقة في كثير من أنماط السلوك والتصرفات فهي من بين التقنيات المستعملة خاصة في الدراسات الميدانية لأنها تجعل الباحث أكثر اتصالا بالبحوث، وهي طريقة منهجية يقوم بها الباحث وفق قواعد محددة للكشف عن تفاصيل الظواهر ومعرفة العلاقات التي تربط بين عناصرها.

مرجعية المقال:

محمد، بهية، راجح (2021). دور الملاحظة الميدانية في جميع البيانات النوعية. مجلة جامعة البيضاء، 57- 71.

Scroll to Top