الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية
يتساءل العديد من الباحثين عن الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية وأيهما يُعد الخيار الأفضل لنشر أبحاثهم الأكاديمية. فاختيار المنصة المناسبة للنشر لا يقتصر على مكان العرض فقط، بل يتعلق بهدف الباحث، ومرحلة بحثه، ومدى رغبته في تحقيق انتشار علمي أو اعتراف أكاديمي رسمي. وفي ظل ازدياد عدد المؤتمرات والمجلات المحكمة في العالم العربي والخليج، أصبح من الضروري التمييز بين النشر في مؤتمر يقدم تجربة عرض علمي تفاعلي، وبين مجلة تمنح بحثك صفة التوثيق الأكاديمي الدائم.
ما هو المؤتمر العلمي؟
المؤتمر العلمي هو حدث أكاديمي دوري يجتمع فيه الباحثون والخبراء لتبادل الأفكار ومناقشة أحدث التطورات في مجال محدد. يُقدَّم خلاله بحث مختصر أو ورقة عمل تُعرض أمام لجنة ومحكمين ومشاركين.
هدف المؤتمر ليس النشر بقدر ما هو عرض الأفكار ومناقشتها قبل تطويرها إلى أبحاث متكاملة، ولهذا يُعد بيئة غنية لتبادل الخبرات وبناء العلاقات الأكاديمية.
في العالم العربي، تنتشر مؤتمرات قوية مثل المؤتمر السعودي الدولي للبحث العلمي ومؤتمر جامعة الشارقة للعلوم الإنسانية، التي تُتيح للباحثين عرض أفكارهم ضمن سياق علمي احترافي.
ما هي المجلة العلمية المحكمة؟
أما المجلة العلمية فهي إصدار أكاديمي دوري يصدر عن جهة جامعية أو دار نشر علمية، وتنشر فيه الأبحاث بعد مرورها بمرحلة التحكيم العلمي الدقيق.
يخضع البحث المرسل للمراجعة من قبل محكمين متخصصين، للتأكد من أصالته ومنهجيته وجودة نتائجه قبل القبول النهائي.
تهدف المجلة إلى توثيق المعرفة العلمية وإتاحة الأبحاث المعتمدة للمجتمع الأكاديمي بشكل دائم، وغالبًا ما تكون مفهرسة في قواعد بيانات مثل Scopus أو Web of Science.
وتُعد المجلات المحكمة الأساس الذي تعتمد عليه الجامعات الخليجية لتقييم الأداء البحثي، إذ تُربط بها الترقيات الأكاديمية والمكافآت البحثية.

الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث الهدف الأكاديمي
يُعد الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من الموضوعات التي تهم الباحثين في مختلف التخصصات، إذ يمثل كل منهما مرحلة مختلفة في مسار النشر الأكاديمي، فالمؤتمر مساحة للعرض والمناقشة، بينما المجلة منصة لاعتماد البحث وتوثيقه. كالتالي:
- يهدف المؤتمر العلمي إلى عرض الأفكار الجديدة واستقبال الملاحظات حولها، بينما تسعى المجلة العلمية المحكمة إلى نشر الأبحاث المكتملة بعد مراجعة دقيقة وتحكيم شامل.
- أوراق المؤتمرات غالبًا تكون أولية أو استكشافية، أما بحوث المجلات العلمية فتمثل دراسات ناضجة ومكتملة العناصر المنهجية والتحليلية.
- يوفر المؤتمر تفاعلًا مباشرًا بين الباحثين والجمهور، في حين يعتمد النشر في المجلة العلمية على مراجعات مكتوبة بعيدة عن النقاش الفوري.
- المؤتمر يُعقد في موعد محدد بزمن قصير للعرض والمناقشة، بينما عملية النشر في المجلة تستغرق وقتًا أطول تبعًا لدورات التحكيم والمراجعة.
- تحظى المجلات العلمية المحكمة بانتشار أوسع واعتماد أكاديمي أكبر، في حين تظل أوراق المؤتمرات محدودة التداول ضمن وقائعها.
- تُسجّل مقالات المجلات في قواعد بيانات عالمية وتُستشهد بها كثيرًا، بينما تقل فرص الاستشهاد بأوراق المؤتمرات نظرًا لضعف انتشارها.
- يخضع النشر في المجلة لتحكيم علمي دقيق من خبراء متخصصين، بينما يقتصر تحكيم المؤتمر على مراجعة مبدئية لضمان جودة المشاركات.
- تلتزم المجلات العلمية بمعايير تنسيق واستشهاد صارمة، بينما تمنح المؤتمرات غالبًا مرونة أكبر في الشكل والإخراج الفني.
- النشر في مجلة علمية محكمة يُعد إنجازًا معتمدًا في الترقيات الأكاديمية، أما النشر في مؤتمر فيُحسب كمشاركة علمية قيمة.
- المؤتمر يمثل مرحلة “العرض والمناقشة” لتطوير البحث، بينما تمثل المجلة مرحلة “التثبيت والاعتماد” للبحث بصورته النهائية.
بعد توضيح هذا الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث الأهداف والمحتوى والقيمة الأكاديمية، يبقى من الضروري التعمق في جانب بالغ الأهمية، وهو آلية التحكيم والمراجعة العلمية التي تحدد مستوى الثقة والجودة في كل منهما.
الفرق من حيث التحكيم والمراجعة العلمية
يُعد الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث التحكيم والمراجعة أحد أبرز الجوانب التي تحدد قيمة النشر الأكاديمي ومصداقيته، إذ تختلف آلية تقييم الأبحاث بين المنصتين في العمق، والدقة، ومدى التزامها بالمعايير الأكاديمية المعتمدة. كما يلي:
- التحكيم في المؤتمرات العلمية عادةً يكون سريعًا ومختصرًا، ويعتمد على تقييم الملخص أو الورقة القصيرة لتحديد مدى صلاحيتها للعرض فقط.
- أما المجلات العلمية المحكمة فتُجري تحكيمًا تفصيليًا وشاملًا يغطي منهجية البحث، وتحليل النتائج، ودقة المراجع، وجودة الكتابة العلمية.
- يعتمد المؤتمر غالبًا على محكمين محدودين بسبب ضيق الوقت، بينما تستعين المجلات بعدة خبراء متخصصين لضمان الموضوعية والدقة في التقييم.
- في المؤتمرات، قد يُقبل البحث بملاحظات بسيطة تُناقش أثناء العرض، بينما في المجلات لا يُنشر البحث حتى يُنفّذ الباحث تعديلات المحكمين كاملة.
- التحكيم في المجلات يتم وفق نظام المراجعة المزدوجة (Double Blind Review)، وهو ما يضمن الحياد الكامل بين الباحث والمحكم.
- بينما لا تُطبق معظم المؤتمرات هذا النظام الصارم، إذ يُركز التحكيم فيها على ملاءمة البحث لأهداف المؤتمر أكثر من جودة تفاصيله العلمية.
- المجلات المحكمة تُلزم الباحثين بمراجعات متكررة قبل القبول النهائي، مما يرفع جودة العمل العلمي بشكل ملحوظ مقارنة بالمؤتمرات.
- لهذا السبب، تعتمد الجامعات الخليجية النشر في المجلات المحكمة معيارًا رسميًا لتقييم الكفاءة البحثية، بينما يُنظر للمؤتمرات كمشاركة داعمة.
وبعد توضيح هذا البعد المتعلق بالتحكيم والمراجعة العلمية ضمن الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية، من المهم الانتقال إلى محور آخر لا يقل أهمية، وهو الفرق من حيث سرعة النشر ومدى الانتشار العلمي، لما له من تأثير مباشر على وصول المعرفة الأكاديمية وتأثيرها في المجتمع البحثي.
الفرق من حيث سرعة النشر ومدى الانتشار العلمي
يُبرز الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث سرعة النشر ومدى الانتشار العلمي جانبًا مهمًا في تقييم جدوى النشر لكل باحث، فبينما تمتاز المؤتمرات بالسرعة والآنية، تتميز المجلات العلمية بالثبات والاعتماد الأكاديمي الدائم. فيما يلي:
- تُعد المؤتمرات العلمية أسرع في إجراءات القبول والنشر، إذ تُراجع الأوراق بسرعة لتُدرج ضمن جدول العرض في فترة وجيزة.
- تُنشر ملخصات الأبحاث غالبًا في وقائع المؤتمر (Proceedings) خلال أسابيع قليلة من القبول، مما يتيح للباحثين مشاركة نتائجهم سريعًا.
- ومع ذلك، فإن هذا النشر في المؤتمرات يكون مؤقتًا ولا يُعد توثيقًا علميًا دائمًا مثل المجلات المحكمة.
- النشر في المجلات العلمية المحكمة يستغرق وقتًا أطول بسبب تعدد مراحل التحكيم والمراجعة الدقيقة قبل اعتماد البحث.
- تمر عملية النشر في المجلة بمراحل متتابعة تشمل التحكيم العلمي والمراجعة اللغوية والتنسيق الفني قبل صدور العدد النهائي.
- ورغم طول المدة، فإن المجلة العلمية تمنح البحث قيمة ثابتة واستشهادات موثقة ترفع من أثره الأكاديمي.
- المؤتمرات تُحقق انتشارًا سريعًا بين الحضور والمهتمين في المجال نفسه، لكن تأثيرها محدود بعد انتهاء الحدث.
- أما المجلات المحكمة فتوفر انتشارًا عالميًا عبر قواعد بيانات مثل Scopus وISI مما يزيد من ظهور البحث واستشهاده دوليًا.
- لذلك يُفضل الباحثون النشر في المجلات العلمية حين يسعون لإثبات الجدارة الأكاديمية وتحقيق تأثير طويل المدى.
- في المقابل، يُعد المؤتمر خطوة أولى لتعريف المجتمع العلمي بالفكرة ومناقشتها قبل تطويرها للنشر في مجلة محكمة.
وبعد تحليل هذا البعد من الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث سرعة النشر ومدى الانتشار العلمي، تظهر أهمية التوقف عند جانب آخر أكثر عمقًا وتأثيرًا في المسار الأكاديمي للباحث، وهو الفرق من حيث الاعتماد الأكاديمي والاعتراف المؤسسي الذي يحدد وزن كل نوع من النشر في تقييم الأداء العلمي والترقيات الجامعية.
الفرق من حيث الاعتماد الأكاديمي والاعتراف المؤسسي
يظهر الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية بوضوح عند الحديث عن الاعتماد الأكاديمي والاعتراف المؤسسي، إذ تتفاوت مكانة كل منهما في أنظمة الترقيات والاعتراف الجامعي وفقًا لمعايير الجودة والتحكيم والجهات المفهرسة عالميًا. كالتالي:
- تُعد المجلات العلمية المحكمة المعتمدة من قواعد مثل Clarivate وElsevier المعيار الأساس لتقييم الأبحاث في الجامعات الخليجية.
- في المقابل، تُحتسب المشاركات في المؤتمرات ضمن النشاط العلمي أو التفاعل الأكاديمي، لكنها لا تُعادل النشر في مجلة علمية مفهرسة.
- تعتمد الجامعات المرموقة على النشر في المجلات المحكمة كشرط أساسي للترقيات الأكاديمية، بخلاف المؤتمرات التي تُعد عنصرًا داعمًا.
- على سبيل المثال، تشترط جامعة الملك سعود نشر بحثين على الأقل في مجلات Scopus أو ISI للترقية إلى رتبة أستاذ مشارك.
- وبالمثل، تعتمد جامعة الإمارات العربية المتحدة المعايير ذاتها، معتبرةً النشر في المؤتمرات نشاطًا معرفيًا لا يمنح اعتمادًا بحثيًا رسميًا.
- المجلة العلمية تُمكّن الباحث من الحصول على اعتراف دولي ببحثه، بينما المؤتمر يُكسبه تواصلًا وتفاعلًا علميًا دون اعتماد رسمي.
- تُدرج أبحاث المجلات المحكمة في السجلات الأكاديمية وقواعد البيانات، مما يمنحها وزنًا أكبر في تقييم الأداء البحثي.
- لذلك، يُنظر إلى النشر في المجلات كمعيار للاعتراف المؤسسي، بينما يظل المؤتمر وسيلة للتفاعل وتبادل المعرفة بين الباحثين.
وبعد استعراض هذا الجانب من الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث الاعتماد الأكاديمي والاعتراف المؤسسي، من المفيد التوقف عند نقطة أخرى لا تقل أهمية، وهي مميزات وعيوب النشر في المؤتمرات العلمية التي تساعد الباحث على اختيار القناة الأنسب لعرض عمله وتطوير مساره الأكاديمي.
مميزات وعيوب النشر في المؤتمرات العلمية
يُبرز الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث المميزات والعيوب طبيعة كل وسيلة في نشر المعرفة الأكاديمية، فالمؤتمرات توفر بيئة تفاعلية وسريعة لعرض الأبحاث، لكنها قد تفتقر إلى العمق التحكيمي والاستشهاد الطويل الأمد. أبرزها:
المميزات:
- سرعة النشر والعرض العلمي المباشر دون انتظار طويل لنتائج التحكيم.
- فرصة لبناء شبكة علاقات بحثية واسعة مع باحثين من مختلف الجامعات.
- الحصول على ملاحظات فورية وبنّاءة من خبراء في التخصص أثناء الجلسات.
- إتاحة المجال لعرض الأفكار الجديدة قبل تطويرها إلى أبحاث منشورة في مجلات علمية.
- تعزيز مهارات العرض والإلقاء العلمي أمام جمهور أكاديمي متنوع.
- المساهمة في إبراز اسم الباحث ومؤسسته ضمن المجتمع العلمي المتخصص.
العيوب:
- التحكيم في المؤتمرات غالبًا يكون سطحيًا وسريعًا بسبب ضيق الوقت.
- ضعف فهرسة أوراق المؤتمر في قواعد البيانات الدولية الكبرى.
- قلة الاستشهادات العلمية طويلة الأمد مقارنة بالمجلات المحكمة.
- عدم اعتماد النشر في المؤتمرات كتوثيق أكاديمي رسمي في الترقيات.
- محدودية انتشار الأوراق بعد انتهاء المؤتمر، وقلة، وصولها لجمهور، واسع.
- ارتفاع تكاليف المشاركة من رسوم التسجيل والسفر والإقامة للباحثين.
وبعد هذا العرض لمزايا وعيوب النشر في المؤتمرات ضمن إطار الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية، ننتقل إلى الجانب المكمل في الصورة الأكاديمية، وهو مميزات وعيوب النشر في المجلات العلمية التي تمثل المسار الأكثر اعتمادًا واعترافًا في المجتمع البحثي الجامعي.

مميزات وعيوب النشر في المجلات العلمية
يُظهر الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من زاوية المميزات والعيوب في المجلات المحكمة عمق الفروق بين النشر المؤقت والنشر المعتمد، فالمجلات تمثل معيار الجودة الأكاديمية والاستشهاد الدولي، رغم ما يصاحبها من صعوبات في القبول وطول فترة التحكيم. أبرزها:
المميزات:
- خضوع البحث لتحكيم صارم يضمن دقته العلمية وجودته الأكاديمية العالية.
- فهرسة الأبحاث المنشورة في قواعد بيانات عالمية مثل Scopus وISI.
- ارتفاع معدل الاستشهادات مما يعزز تأثير البحث وانتشاره على نطاق واسع.
- منح الباحث اعترافًا أكاديميًا رسميًا يسهم في الترقيات والاعتماد المؤسسي.
- إتاحة الفرصة للباحثين للمقارنة والتفاعل مع دراسات عالمية متخصصة.
- ضمان بقاء البحث موثقًا ودائمًا في الأرشيف العلمي العالمي.
العيوب:
- طول فترة الانتظار والمراجعة بسبب مراحل التحكيم المتعددة والدقيقة.
- ارتفاع احتمالية الرفض المتكرر في المجلات ذات التصنيف العالي والمنافسة الشديدة.
- الحاجة إلى مراجعة لغوية ومنهجية متقدمة ترفع من تكاليف وجهد الباحث.
- اشتراط المجلات لمعايير دقيقة في التوثيق والاستشهاد يصعّب عملية النشر للمبتدئين.
- احتمال تأخر النشر النهائي حتى بعد القبول لأسباب تتعلق بجدولة الأعداد.
- محدودية الفرص أمام الباحثين الجدد للنشر في المجلات ذات معامل التأثير المرتفع.
وبعد استعراض هذه المزايا والتحديات المرتبطة بالنشر في المجلات العلمية ضمن إطار الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية، يبرز تساؤل مهم أمام الباحث الخليجي: أيهما أنسب له – المؤتمر أم المجلة؟، خاصة في ظل متطلبات الجامعات الخليجية وتوجهاتها نحو الجودة والاعتماد البحثي الدولي.
أيهما أنسب للباحث الخليجي: المؤتمر أم المجلة؟
يُعد الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من القضايا المحورية التي تواجه الباحث الخليجي عند اختيار وسيلة النشر المناسبة، إذ تختلف جدوى كل منهما باختلاف أهداف الباحث ومرحلة بحثه. فاختيار القناة المثلى للنشر ينعكس مباشرة على أثره الأكاديمي وتقدمه المهني. كما يلي:
1- طبيعة الاختيار بين المؤتمر والمجلة
يتحدد القرار بين المؤتمر والمجلة بناءً على طبيعة البحث ومرحلة تطوره. فإذا كان البحث لا يزال في مراحله الأولى أو يعتمد على فكرة جديدة قيد الاختبار، فإن المؤتمر العلمي يكون الخيار الأنسب لعرض الفكرة والحصول على ردود فعل تساعد في تطويرها.
2- دور المؤتمر في التفاعل والتغذية الراجعة
يتيح المؤتمر العلمي للباحث فرصة لتبادل الآراء واستقبال تعليقات فورية من الخبراء في التخصص، مما يساعده على تحسين تصميم بحثه وإعادة صياغة نتائجه بدقة أكبر قبل النشر في مجلة محكمة.
3- متى يكون النشر في المجلة هو الخيار الأمثل؟
عندما يكتمل البحث وتُحلل بياناته وتُناقش نتائجه، يصبح النشر في مجلة محكمة هو المسار الأفضل لضمان الاعتماد الأكاديمي الرسمي والاعتراف المؤسسي في الجامعات الخليجية.
4- أهمية النشر في المجلات المحكمة دوليًا
يسهم النشر في المجلات العلمية المفهرسة في قواعد مثل Scopus وISI في رفع تصنيف الباحث والمؤسسة الأكاديمية، ويعزز من حضور الباحث الخليجي في المشهد العلمي العالمي.
5- مرونة المؤتمرات ودعم الباحثين الجدد
تتميّز المؤتمرات بالمرونة وسهولة القبول مقارنة بالمجلات المحكمة، ما يجعلها بيئة مثالية للباحثين الجدد لاختبار أفكارهم وتلقي الملاحظات البنّاءة قبل النشر الأكاديمي الرسمي.
6- الجمع بين المؤتمر والمجلة كاستراتيجية مثلى
تشجّع الجامعات الخليجية الباحثين على الجمع بين العرض الأولي في المؤتمر والنشر اللاحق في مجلة محكمة معتمدة، مما يعزز التكامل بين التواصل العلمي والتوثيق الأكاديمي المعتمد.
7- القيمة الأكاديمية للنشر المزدوج
يساعد الجمع بين المؤتمر والمجلة على إظهار الباحث الخليجي كشخص نشط ومتفاعل مع المجتمع العلمي المحلي والدولي، يجمع بين الحضور العلمي السريع والتأثير طويل الأمد للنشر المعتمد.
8- التوازن بين الهدف والمرحلة البحثية
يبقى التمييز بين الوسيلتين ضروريًا لتحقيق الاستفادة القصوى من الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية، فكل منهما يكمل الآخر في مسار الباحث نحو التميز الأكاديمي وبناء السُمعة البحثية.
وبعد هذا التحليل المقارن الذي أوضح ملامح الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية بالنسبة للباحث الخليجي، يمكن الانتقال إلى عرض أمثلة من الواقع الخليجي تبيّن كيف تبنّت بعض الجامعات هذا التوازن في سياساتها البحثية لتعزيز جودة النشر والأثر الأكاديمي.
أمثلة من الواقع الخليجي
يعكس الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية في الواقع الخليجي تنوع السياسات البحثية التي تتبعها الجامعات، حيث تسعى المؤسسات الأكاديمية إلى تحقيق التوازن بين دعم المشاركة في المؤتمرات وتشجيع النشر في المجلات المحكمة لضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي. أبرزها:
1- جامعة الملك عبد العزيز
تُدرج جامعة الملك عبد العزيز نشر أوراق المؤتمرات ضمن الأنشطة الأكاديمية المشجعة على التواصل العلمي، لكنها في الوقت نفسه تشترط النشر في مجلات مفهرسة ضمن Scopus أو ISI كمعيار أساسي للترقيات الأكاديمية. هذا التوجه يعكس فهمًا متوازنًا لطبيعة الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية في مسار الباحث الأكاديمي.
2- جامعة الشارقة
تتبنّى جامعة الشارقة سياسة مرنة تسمح للباحثين بإعادة نشر أوراقهم المقدَّمة في المؤتمرات بعد تطويرها، ضمن مجلات علمية تابعة للجامعة. وتهدف بذلك إلى تحويل المشاركات الأولية إلى أبحاث محكمة تسهم في رفع جودة الإنتاج العلمي. هذا النهج يعكس إدراك الجامعة لجوهر الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية من حيث النضج والتحكيم.
3- جامعة قطر
توفّر جامعة قطر منح دعم مالي لحضور المؤتمرات الدولية والعربية، لكنها تفصل بوضوح بين النشر في المؤتمر والنشر الرسمي في المجلات المحكمة. وبهذا تحفّز الباحثين على الجمع بين التواصل العلمي والتوثيق الأكاديمي، مع احترام الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية في الوزن البحثي والاعتماد المؤسسي.
4- جامعة الكويت
تدعم جامعة الكويت مشاركة أعضاء هيئة التدريس في المؤتمرات التي ترتبط بالقضايا الوطنية والتطبيقية، لكنها تعتبر النشر في المجلات المحكمة شرطًا أساسيًا في تقييم الأداء العلمي، مما يجسد توازنًا عمليًا بين العرض الأكاديمي والتوثيق البحثي. وهكذا تتجسد فعليًا فلسفة الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية في الجامعة.

الخاتمة
يتضح من العرض السابق أن الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية لا يقتصر على مكان النشر أو نوع الورقة البحثية، بل يمتد إلى الغاية، والتحكيم، والانتشار، والاعتراف الأكاديمي.
فالمؤتمر العلمي يمثل مساحة للحوار والتفاعل الفوري، بينما تمنح المجلة العلمية بحثك صفة الديمومة والتأثير العلمي الموثق. هذا الفرق بين المؤتمر والمجلة العلمية يمكن توضيحه في جملة واحدة وهي
“المؤتمر يصنع التواصل، والمجلة تصنع الأثر.”
إن الباحث الناجح لا يختار بينهما، بل يوظف كل منهما في وقته الصحيح: المؤتمر للتجريب والمجلة للتثبيت.
هل تحتاج إلى مساعدة في تحديد المكان الأمثل لنشر بحثك؟
يقدّم فريق منصة إحصائي استشارات أكاديمية متخصصة تساعدك على:
- تقييم جاهزية بحثك للنشر في مؤتمر أو مجلة.
- ترشيح المؤتمرات والمجلات المعتمدة خليجيًا ودوليًا.
- تجهيز الورقة وفق معايير التحكيم الأكاديمي.
- مراجعة لغوية وإحصائية دقيقة قبل التقديم.
📩 تواصل معنا عبر منصة إحصائي لتتخذ قرارك الأكاديمي بثقة، وتبدأ مسيرتك نحو نشر علمي احترافي يجمع بين الفاعلية والتأثير لعام 2026.
المراجع:
Sá, M. J., Ferreira, C. M., & Serpa, S. (2019). Virtual and face-to-face academic conferences: comparison and potentials. Journal of Educational and Social Research, 9(2), 35-47.



