أداة الملاحظة في البحث العلمي

الملاحظة أحد أدوات جمع البيانات في البحث العلمي

تعد أداة الملاحظة في البحث العلمي مرتكزا أساسيا في البحوث العلمية بشكل عام، كونها تمثل المصدر الذي بدأ منه التفكير بمشكلة البحث وتحديدها، كما تمثل استراتيجية مهمة في جمع البيانات، للحصول على معلومات عن السلوك الاجتماعي للأحداث والمواقف في السياق الطبيعي، وهي عبارة عن جهد حسي وعقلي يقوم به الباحث لمراقبة سلوك ما أو ظاهرة معينة، ومن ثم يقوم بدراسة هذا السلوك للحصول على معلومات دقيقة يستطيع من خلالها تشخيص هذا السلوك.

تعريف أداة الملاحظة في البحث العلمي:

أداة الملاحظة هي المشاهدة والمراقبة الدقيقة لسلوك أو ظاهرة معينة أو أفراد محددين خلال فترة أو فترات زمنية محددة، وضمن ترتيبات بيئية تضمن الحياد والموضوعية، وتسجيل الملاحظات أولا بأول، كذلك الاستعانة بأساليب الدراسة المناسبة لطبيعة ذلك السلوك أو تلك الظاهرة بغية تحقيق أفضل النتائج، والحصول على أدق المعلومات.

أنواع الملاحظة في البحث:

تمتاز الملاحظة بأنواع ومن أهمها:

1- الملاحظة البسيطة:

يقصد بها أن تتم عملية الظواهر وهي في حالتها التلقائية دون تعمد أو ضبط علمي بمعني ملاحظة الظواهر من خلال ظروفها الطبيعية دون استخدام لأي نوع من أنواع العد والقياس.
ومن أهم أساليب الملاحظة البسيطة:

الملاحظة بالمشاركة:

تعرف الملاحظة بالمشاركة والمفيدة في مجال رصد الشائعات بأنها تلك التي تمكن الباحث من أن يحيا وسط الناس الذين يرغب في ملاحظتهم ويتيح له أن يساهم في مختلف أوجه النشاط للمبحوثين ومن المقبول أن تكون معايشة المباحث لمجتمع بحثه لفترة مؤقتة تحددت مسبقا وفقا لخطة البحث.
ومن ألزم الأمور على الباحث الذي يرصد الشائعات من خلال أسلوب الملاحظة بالمشاركة أن يساير الجماعة أو المجتمع المبحوث كأي عضو بمعني أن يخضع لنفس الظروف والمؤشرات التي يخضع لها مجتمع بحثه وعليه ألا يفصح عن شخصيته حتى لا يلجا المبحوثين إلى تضليله أو إخفاء مشاعرهم وأنماط سلوكهم وعاداتهم في التعرض لوسائل الاتصال أو ترديد الشائعات أو النكت.

الملاحظة بغير المشاركة:

هي الملاحظة التي تتم دون أن يشترك الباحث بأي صور من الصور في أي نوع من أنواع النشاط اليومي للمجتمع المبحوث، ويري الخبراء والمتخصصون في استطلاعات الرأي العام أن الملاحظة بغير المشاركة كأسلوب من اساليب الملاحظة البسيطة تستخدم لملاحظة الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات ذات الاتصال المباشر ويرون كذلك أن لهذا الأسلوب ميزة تتمثل في تمكين الباحث من أن يلاحظ السلوك كما يحدث فعلا في الواقع وبصورة طبيعية.

2- الملاحظة المقننة:

إن محك الاختلاف الأساسي بين الملاحظة البسيطة والمقننة هو خضوع الملاحظة المقننة (للضبط العلمي) وينطبق الضبط على عملية الملاحظة ككل بحيث يشمل كل الأطراف المشاركة فيها الباحثون والأفراد المبحوثون وموضوع الملاحظة والغايات التي تسعي إليها وكذلك الموقف الاجتماعي الذي يحتوي كل هؤلاء الاطراف جميعا.

ولقد شاع استخدام (الملاحظة المقننة) في الدراسات التي تختبر فروضا سببية أو الدراسات التي تستهدف تقديم وصف دقيق لظاهرة ما من الظواهر التي تسعي استطلاعات الراي العام إلى رصدها.

تعرف إلى الاستبيان كأداة جمع البيانات في البحث العلمي.

خطوات وإجراءات أداة الملاحظة في البحث العلمي:

  1. تحديد الهدف: حيث انه من الضروري أن يحدد الباحث هدفه وغرضه الذي يسعي للوصول إليه.
  2. تحديد الأشخاص: الذين سيخضعون للملاحظة نظرا لأهمية الاختيار الجيد لأفراد العينة وتعريف وضعهم تعريف شامل.
  3. تحديد الوقت اللازم والفترة الزمنية: لان الملاحظة تستنفذ وقتا طويلا على الباحث أن يخصص وقت يخضع له جميع أفراد العينة.
  4. تسجيل البيانات والمعلومات: حيث انه يجب على الباحث جمع المعلومات بشكل نظامي والتأكد من صحة البيانات ودقتها. وأن يحصل الباحث على المعلومات المسبقة والكافية عن الظاهرة موضع الدراسة.
  5. بناء أدوات الجمع: لكل تقنية طريقة خاصة لجمع المعطيات فالملاحظة في عين المكان تتطلب إعداد والاستعانة بإطار الملاحظة الذي يسمح لنا بفرز ما يستحق فعلا ملاحظته، ويتضمن إطار الملاحظة مفاهيم والأبعاد والمؤشرات.

تعريف إطار الملاحظة

هو أداة تستعمل في جمع المعطيات أثناء إجراء الملاحظة في عين المكان واستعانتنا بإطار الملاحظة لنا بفرز ما يستحق فعلا ملاحظتنا. ومن البديهي جدا أن يكون إطار الملاحظة معتمدا على التعريف العملياتي للمشكلة المطروحة للدراسة.
يجب أن يكون إطار الملاحظة متضمنا للمفاهيم والأبعاد والمؤشرات المتولدة.

التسجيلات الفعلية والتأملية في الملاحظة:

يقوم الملاحظ بتسجيل نوعين من التسجيلات:

  • تسجيلات فعلية: تقصي كل أنواع المعلومات مهما كانت، كما تتضمن مخططا للموقع ومعلومات عامة عن الاشخاص.
  • تسجيلات تأملية: هي عبارة عن تقديرات للملاحظات وتنقسم إلى صنفين:
    1- تحليلية (لها علاقة بفرضية أو هدف البحث).
    2- شخصية (الشعور).

مزايا أداة الملاحظة:

  1. إدراك الواقع المباشر.
  2. الفهم العميق للعناصر (خاصة إذا كان الميدان محظورا).
  3. بلوغ الصورة الشاملة: فهم كل الوسط المدروس.
  4. اندماج أفضل للباحث أوالباحثة (احتكاك ثقة).
  5. معلومات من دون وسيط.

عيوب أداة الملاحظة:

  1. ضيق المجال: نتائج البحث حول وسط ما ستظل صالحة فقط لهذا الوسط.
  2. التكييف الناتج للباحث: تكيف على طرق عيش الأفراد محل الدراسة، وبالتالي تعيقهم بالمقابل على مشاهدة بعض الوقائع الدالة.
  3. الغياب عن بعض الأحداث صعوبة مشاهدة كل الأحداث.
  4. نقص تجانس المعطيات (صعوبة الاعتماد على معلومة ما وتأكيدها بواسطة معلومات اخري بالإضافة التنوع في المصادر وان كان يمثل ثراء وغني فقد يصبح أحيانا عائقا كبيرا.
  5. ثقل مسئولية الباحث (قدرة الباحث على التحليل والمهارة).

اطلع أيضًا على المقابلة كأداة جمع البيانات في البحث العلمي.

الخاتمة

يتضح لنا في خاتمة هذا المقال أن الملاحظة بمختلف أنواعها من أهم الادوات المستخدمة في الدراسات الوصفية حيث تكمن أهمية هذه الأداة في جمع البيانات المتعلقة في كثير من أنماط السلوك والتصرفات فهي من بين التقنيات المستعملة خاصة في الدراسات الميدانية لأنها تجعل الباحث أكثر اتصالا بالبحوث، وهي طريقة منهجية يقوم بها الباحث وفق قواعد محددة للكشف عن تفاصيل الظواهر ومعرفة العلاقات التي تربط بين عناصرها.

مرجعية المقال:

محمد، بهية، راجح (2021). دور الملاحظة الميدانية في جميع البيانات النوعية. مجلة جامعة البيضاء، 57- 71.

Scroll to Top