تحليل الاستبيان في البحث العلمي ب3خطوات

كيفية تحليل الاستبيان فى البحث العلمي

كيفية تحليل الاستبيان في البحث العلمي

تحليل الاستبيان يُعد من أبرز الخطوات الأساسية في البحث العلمي، حيث يعتمد عليه الباحث بشكل كبير لاستخلاص بيانات دقيقة ونتائج موثوقة تعكس واقع مجتمع الدراسة. ويكتسب تحليل الاستبيان هذه الأهمية كونه من أكثر أدوات جمع البيانات استخداماً، إذ يقوم الباحث بإعداده مسبقًا على شكل مجموعة من الأسئلة الموجهة لعينة تمثّل المجتمع المستهدف في البحث.

ونظرًا لتعدد الأساليب والبرامج التي يمكن استخدامها في تحليل الاستبيان، يأتي هذا المقال لتسليط الضوء على أهم الجوانب المرتبطة بتحليل الاستبيان في البحث العلمي. وسيتم تناول ذلك من خلال عدد من المحاور المهمة، مثل:

  • تعريف الاستبيان في البحث العلمي
  • مكونات الاستبيان الأساسية
  • أبرز أنواع الاستبيانات المستخدمة
  • الخصائص التي تميز الاستبيان في البحث العلمي
  • طرق توزيع الاستبيان وجمعه
  • خطوات تحليل الاستبيان في البحث العلمي
  • نموذج تطبيقي لتحليل استبيان
  • الطرق الحديثة لتحليل الاستبيان
  • خطوات تحليل الاستبيان باستخدام برنامج SPSS
  • أهم مزايا الاستبيان في البحث العلمي
  • أبرز عيوب الاستبيان في البحث العلمي
  • المعايير التي تميز الاستبيان الجيد

 

تعريف الاستبيان في البحث العلمي

  1. يُعرَّف الاستبيان في البحث العلمي بأنه أداة منهجية تُستخدم لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث من خلال ما يُفصح عنه المستجيبون في إجاباتهم، سواء كانت مكتوبة أو لفظية، على الأسئلة المطروحة.
  2. يُعد الاستبيان وسيلة فعالة للحصول على معلومات من الأفراد، وذلك عبر مجموعة من الأسئلة المصاغة في نموذج مخصص، يقوم المجيب بتعبئته ذاتيًا.
  3. يُمثل الاستبيان وثيقة مكتوبة تتضمن عددًا من الأسئلة التي يسعى الباحث من خلالها إلى استكشاف آراء المبحوثين، حيث تُرسل هذه الوثيقة إلى أفراد العينة ويُطلب منهم الإجابة عليها كتابيًا.
  4. يُعرف الاستبيان أيضًا بأنه استمارة تحتوي على أسئلة أو عبارات محددة، قد تكون مصحوبة بإجابات مقترحة أو مساحة فارغة للإجابة، ويُطلب من المستجيب اختيار ما يراه مناسبًا أو تدوين ما يعتقد أنه يمثل رأيه أو إجابته الدقيقة.

 

مكونات الاستبيان الأساسية

لكي يتمكّن الباحث من تحليل الاستبيان بدقة وفاعلية، من الضروري أن يلمّ بالمكونات الأساسية التي يقوم عليها بناء الاستبيان في البحث العلمي. وتشكل هذه المكونات الأساس المنهجي لصياغة الأداة وتحقيق أهدافها، وتشمل ما يلي:

  1. تحديد أهداف الاستبيان
  2. كتابة محتوى الاستبيان
  3. الالتزام بالضوابط المنهجية
  4. إخراج الاستبيان بصيغة ملائمة
  5. إجراء الضبط المسبق قبل التطبيق الميداني

أولا: تحديد أهداف الاستبيان

  1. لا يمكن للباحث أن يستفيد من الاستبيان بشكل فعّال ما لم يكن هناك هدف واضح ومحدد يوجه تصميمه وتنفيذه.
  2. غياب الهدف أو غموضه يؤدي إلى ضعف في جودة البيانات، ويُعد مضيعة لوقت المشاركين وإهدارًا للموارد المخصصة لتنفيذ الاستبيان.
  3. ينبغي على مصمم الاستبيان أن يكون دقيقًا في تحديد الهدف، مع الحرص على أن يكون محددًا وواضحًا، بعيدًا عن العمومية أو الغموض.

ثانيا: كتابة محتوى الاستبيان

بعد أن يُحدّد الباحث هدف الاستبيان بدقة، تأتي الخطوة التالية والمهمة في بناء الأداة، وهي صياغة الأسئلة والفقرات التي تُشكّل محتواه. وتتنوع الأسئلة في الاستبيانات تبعًا لطبيعة البيانات المطلوبة، ومن أبرز الأنماط المستخدمة:

  1. أسئلة “نعم” أو “لا: وهي أسئلة مغلقة تُستخدم للحصول على إجابات مباشرة، وقد يُضاف إليها أحيانًا خيار “ربما” أو “لا أعرف” لزيادة المرونة.
  2. الأسئلة الاختيارية: تتيح للمجيب اختيار إجابة واحدة من بين عدة بدائل، أو اختيار أكثر من إجابة بحسب ما يحدده الباحث.
  3. الأسئلة التقييمية: تعتمد على مقاييس محددة (مثل مقياس ليكرت) لقياس درجة الاتفاق أو الرضا تجاه عبارة معينة.
  4. الأسئلة المجمعة: تطرح فيها مجموعة من العبارات المتقاربة يُطلب من المجيب تقييمها أو الإجابة عليها بشكل متسلسل.
  5. الأسئلة المفتوحة: تتيح للمجيب كتابة إجابته بحرية دون تقيد بخيارات محددة، وتُستخدم غالبًا لاستكشاف الآراء.
  6. الأسئلة المغلقة: تحتوي على إجابات محددة مسبقًا يختار منها المجيب، وهي مفيدة في تسهيل التحليل الكمي.

ثالثا: الالتزام بالضوابط المنهجية

عند إعداد أسئلة الاستبيان، يُعد الالتزام بالضوابط المنهجية خطوة أساسية لضمان جودة الأداة وسلامة البيانات المتحصلة. ويتم ذلك من خلال تنظيم الأسئلة بحسب محاور محددة، وكتابتها ضمن مجموعات منفصلة، مع مراعاة النقاط التالية:

  1. اختصار الأسئلة قدر الإمكان، دون الإخلال بالمعنى، لتجنب إرهاق المستجيب.
  2. استخدام لغة بسيطة وواضحة تتناسب مع مستوى فهم أفراد العينة، مع الابتعاد عن المصطلحات المعقدة أو الغامضة.
  3. صياغة الأسئلة بطريقة غير قابلة للتأويل، لتقليل احتمالية سوء الفهم أو التفسير الخاطئ.
  4. الاعتماد على أنماط إجابة واضحة مثل: “نعم / لا”، أو خيارات متعددة محددة سلفًا.
  5. تضمين خيار “ربما” أو “لا أعرف” في الحالات التي يكون فيها هذا الخيار مناسبًا لطبيعة السؤال.
  6. الابتعاد عن الأسئلة الشخصية الحساسة التي قد تُشعر المجيب بعدم الارتياح أو تدفعه لعدم الإجابة.
  7. تجنب الأسئلة الموجهة أو المنحازة التي توحي بإجابة معينة، لضمان حيادية النتائج.
  8. عدم استخدام الأسئلة التي تتطلب عمليات ذهنية معقدة أو تذكّر معلومات دقيقة قد تؤثر على دقة الإجابة.
  9. تخصيص كل فقرة لسؤال واحد فقط، لتفادي التشتت وضمان وضوح المطلوب من المجيب.
  10. تنظيم الصفحة بشكل مرتب وواضح لتسهيل التنقل بين الأسئلة ومنع الشعور بالفوضى أو الإرباك.
  11. توفير مساحة كافية للإجابة خصوصًا في الأسئلة المفتوحة، مما يمنح المبحوث حرية التعبير.
  12. ترتيب الأسئلة وفق تسلسل منطقي يبدأ من العام ثم يتدرج نحو الأسئلة الأكثر تحديدًا.
  13. تخصيص حقل للملاحظات أو التعليقات في نهاية الاستبيان، لإتاحة الفرصة أمام المجيبين لتقديم آرائهم الإضافية بحرية.

رابعا: إخراج الاستبيان بصورة ملائمة

تُعد عملية إخراج الاستبيان من الجوانب الجوهرية في تصميمه، إذ تسهم في جذب انتباه المبحوثين وتشجيعهم على التفاعل الإيجابي معه. ويجب على الباحث أن يراعي في هذه المرحلة عددًا من الاعتبارات التنظيمية والإخراجية، من أبرزها:

  1. وضع عنوان البحث بشكل واضح في أعلى صفحة الاستبيان، لتعريف المجيب بسياق الأداة.
  2. تنظيم ترتيب الأسئلة داخل كل صفحة بطريقة تسهّل التنقل والإجابة دون ارتباك أو ازدواجية.
  3. الحرص على أن يكون الاستبيان مختصرًا قدر الإمكان، دون الإخلال بالأهداف البحثية.
  4. صياغة تعليمات التعبئة بطريقة واضحة وموجزة، لتجنب الغموض أو اللبس لدى المجيبين.
  5. استخدام ورق جيد النوعية، والاقتصار على الكتابة في وجه واحد فقط لسهولة القراءة والتعبئة.
  6. تقسيم الأسئلة إلى محاور محددة مع وضع عناوين فرعية واضحة تميّز كل محور عن الآخر.
  7. تضمين عبارة شكر في نهاية الاستبيان تقديرًا لتعاون المجيب ووقته المبذول.
  8. إرفاق خطاب تمهيدي مع الاستبيان يتضمن شرحًا موجزًا لهدف الدراسة وأهميتها، مع التأكيد على سرية البيانات، وبيان أن كتابة الاسم اختيارية، وأن جميع المعلومات ستُستخدم لأغراض علمية فقط.

خامسا: إجراء الضبط المسبق قبل التطبيق الميداني

تُعتبر مرحلة الضبط المسبق للاستبيان خطوة جوهرية لضمان موثوقية الأداة ودقتها في جمع البيانات التي تؤهل الباحث للاستنتاجات العلمية الصحيحة. وتتضمن هذه المرحلة ما يلي:

  1. تحقيق صدق الاستبيان، بحيث يقيس الاستبيان فعليًا المفاهيم أو الظواهر التي صُمم لقياسها. ولضمان ذلك، يُعرض الاستبيان على مجموعة من الخبراء المتخصصين في مناهج البحث وإعداد أدوات القياس، بالإضافة إلى المتخصصين في موضوع الدراسة.
  2. تطبيق الاستبيان على عينة استطلاعية من مجتمع البحث، تختلف عن العينة الرئيسة، ولكن تتشابه معها في الخصائص الأساسية. يُستخدم هذا التطبيق الاستطلاعي لحساب معامل الثبات (الثبات الداخلي)، مما يعزز من الاعتماد على نتائج الاستبيان عند استخدامه في الدراسة الرئيسية.

أهمية التحليل الإحصائي

أبرز أنواع الاستبيانات المستخدمة

يتنوع الاستبيان وفقًا لطبيعة الأسئلة والمعلومات المراد جمعها، ويختار الباحث النوع الأنسب منها لضمان دقة النتائج. ومن أهم أنواع الاستبيانات التي يُعتمد عليها ما يلي:

  1. الاستبيان المغلق
  2. الاستبيان المفتوح
  3. الاستبيان المغلق المفتوح

1- الاستبيان المغلق

الاستبيان المغلق هو نوع من الاستبيانات تتضمن أسئلته إجابات محددة مسبقًا، مثل خيارات “نعم” أو “لا”، أو تقديرات كمية مثل “قليلاً” أو “كثيراً”. كما يمكن أن تعتمد هذه الأسئلة على مقياس ليكرت لقياس درجة الموافقة، سواء كان مقياسًا خماسيًا يتضمن خيارات مثل (أوافق بشدة، أوافق، محايد، لا أوافق، لا أوافق بشدة)، أو مقياسًا ثلاثيًا يشمل (أوافق، محايد، لا أوافق)، مما يسهل على الباحث تصنيف وتحليل البيانات بشكل دقيق.

2- الاستبيان المفتوح

الاستبيان المفتوح هو ذلك النوع الذي تُصاغ فيه الأسئلة بدون تحديد خيارات إجابة مسبقة، حيث يُتاح للمستجيب حرية التعبير عن آرائه وأفكاره بكلماته الخاصة في الفراغ المخصص لكل سؤال أو فقرة. هذا الأسلوب يمنح المبحوث مجالاً أوسع للتعبير بمرونة ويعكس وجهات نظره بشكل أكثر تفصيلاً وشمولية.

3- الاستبيان المغلق المفتوح

الاستبيان المغلق المفتوح هو نوع يجمع بين أسلوبي الاستبيان المغلق والمفتوح، حيث يحتوي على أسئلة تتطلب من المستجيب اختيار إجابات محددة مسبقًا، إلى جانب فقرات تتيح له التعبير بحرية من خلال كتابة آرائه الخاصة. هذا التنوع يتيح للباحث الحصول على بيانات كمية ونوعية معًا، مما يعزز من ثراء المعلومات المستخلصة، ويزيد من مصداقية تحليل الاستبيان.

 

الخصائص التي تميز الاستبيان في البحث العلمي

لكي يكون الاستبيان أداة فعالة لتحليل البيانات في البحث العلمي، يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الخصائص الأساسية، منها:

  1. توجيه الباحث لأسئلة محددة عبر الاستبيان تهدف إلى جمع معلومات دقيقة تساعد في تحقيق أهداف البحث.
  2. ارتباط الأسئلة بموضوع الدراسة بشكل مباشر، مع تجنب إدراج أي أسئلة لا علاقة لها بمحتوى البحث.
  3. استخدام الاستبيان للحصول على معلومات فريدة يصعب الحصول عليها من خلال أدوات البحث الأخرى مثل الملاحظة أو المقابلات.
  4. عدم احتواء الاستبيان على أسئلة مفتوحة أو خارجة عن نطاق التفكير للمستجيب، لضمان دقة وجودة البيانات المجمعة.
  5. سهولة وسرعة إجابة الأسئلة بحيث تكون ميسرة للمستجيب، مما يعزز من استجابته بشكل إيجابي.
  6. صياغة الأسئلة بطريقة لا تثير انفعالات أو تحيزات المستجيب، مع التأكد من أن لكل سؤال إجابة واحدة واضحة ومحددة.

 

طرق توزيع الاستبيان وجمعه

لكي يتمكن الباحث من تحليل الاستبيان في البحث العلمي والحصول على بيانات دقيقة وموثوقة، يجب توزيع الاستبيان وتطبيقه على أفراد عينة الدراسة بطريقة منظمة وفعّالة. وتتعدد الطرق المتبعة في توزيع وجمع الاستبيانات، من أبرزها:

  1. التوزيع المباشر حيث يقوم الباحث بالاتصال بالمستجيبين بشكل شخصي وتسليمهم الاستبيانات ليقوموا بتعبئتها في الحال، مما يضمن تحقيق معدلات استجابة عالية وجودة في الإجابات.
  2. التوزيع عبر البريد تُستخدم هذه الطريقة عندما يكون مجتمع الدراسة منتشرًا جغرافيًا، ويتم إرسال الاستبيانات مع توفير التسهيلات اللازمة للمستجيبين لإعادتها بعد تعبئتها، مما يساعد في الوصول إلى عدد أكبر من المشاركين.
  3. إرفاق رسالة تعريفية مع الاستبيان تُوجه للمستجيب وتُضمّن بعد الغلاف مباشرة، توضح المشكلة البحثية وأهداف الدراسة، مع التأكيد على أهمية مشاركة المستجيب في تحقيق هذه الأهداف، بهدف تحفيزه على المشاركة بجدية واهتمام.

دقة تحليل البيانات

خطوات تحليل الاستبيان في البحث العلمي

بعد الانتهاء من جمع الاستبيانات من عينة الدراسة، يباشر الباحث بعملية التحليل الإحصائي، وهي خطوة جوهرية تهدف إلى تحويل البيانات الخام إلى نتائج علمية قابلة للتفسير. وتتم هذه العملية عبر ثلاث مراحل رئيسية وقبل إجراء عملية تحليل الاستبيان وهي:

  1. تحليل البيانات الأساسية (البيانات الأولية): وتشمل السمات العامة للمستجيبين مثل العمر، المؤهل العلمي، والخبرة العملية. يتم تحليل هذه البيانات عبر التكرارات والنسب المئوية، ثم تُربط فيما بينها لتكوين صورة شاملة عن خصائص العينة، بالإضافة إلى ربطها بالفرضيات البحثية المطروحة.
  2. تحليل محاور الدراسة وفرضياتها: يُستخدم في هذه المرحلة عدد من الأساليب الإحصائية الوصفية، أبرزها مقاييس النزعة المركزية (كالوسط الحسابي، الوسيط، والمنوال)، إلى جانب مقاييس التشتت (مثل الانحراف المعياري ومعامل الاختلاف)، وذلك لفهم سلوك البيانات وتوزيعها.
  3. اختبار الفرضيات الإحصائية: تُستخدم هذه الخطوة للتحقق من مدى صحة الفرضيات المطروحة بناءً على البيانات المتوفرة، وذلك عبر مجموعة من الاختبارات الإحصائية. من أبرزها:
  • اختبار كاي تربيع للاستقلالية (Chi-Square): ويستخدم في حالة المتغيرات الاسمية.
  • اختبار تحليل التباين (ANOVA): وهو يعتمد على دراسة الفروق بين المتوسطات من خلال تحليل التباين.

 

نموذج تطبيقي لتحليل استبيان

مثال على إعداد قائمة الاستقصاء قبل تحليل الاستبيان في البحث العلمي، تحليل استبانة لدراسة تحت عنوان اتجاهات معلمات اللغة العربية نحو تطبيق المعايير المهنية الوطنية في تقويم الأداء الوظيفي ومعوقات تطبيقها

العبارة

 

درجة الموافقة

أوافق بشدة أوافق محايد لا أوافق لا أوافق بشدة
المحور الأول: اتجاهات المعلمات نحو تطبيق المعايير المهنية في تقويم الأداء الوظيفي
الاتجاهات العاطفية
1 أشعر بأهمية المعايير المهنية الوطنية          
2 أشعر بأن معرفة المعايير المهنية الوطنية يحسن من أدائي الوظيفي          
3 أشعر بالرضا عن أدائي عندما أحقق أهدافاً ترتبط بالمعايير المهنية          
4 أثق بأن تطبيق المعايير المهنية سيكون له أثر إيجابي على جودة أدائي          
5 أعتقد أن التزامي بالمعايير المهنية يعزز شعوري بالتقدير لمهنتي          
6 أشعر بالارتياح لما تقدمه لي المعايير المهنية من إرشادات واضحة لتحسين أدائي الوظيفي          

 

الطرق الحديثة لتحليل الاستبيان

شهدت أدوات التحليل الإحصائي تطورًا ملحوظًا، مما أتاح للباحثين خيارات متعددة لتحليل بيانات الاستبيانات بدقة وكفاءة، بغض النظر عن حجم البيانات أو تعقيدها. وتُعد هذه البرامج بمثابة وسائل مساعدة تسهّل الوصول إلى نتائج دقيقة تُسهم في دعم أهداف البحث العلمي. وفيما يلي أبرز البرامج المستخدمة في هذا السياق:

1- برنامج Excel: يُعد من أقدم الأدوات الإحصائية التي استخدمها الباحثون في تحليل بيانات الاستبيانات. يتميز البرنامج بتوفّره الواسع وسهولة استخدامه، إضافة إلى احتوائه على العديد من الدوال الرياضية والإحصائية التي تتيح إجراء التحليلات الأساسية والمتقدمة. كما يوفّر أدوات رسومية لعرض النتائج بطريقة واضحة ومنظمة.

2- برنامج MINITAB: يُستخدم هذا البرنامج في إدخال وتحليل مختلف أنواع البيانات، سواء كانت رقمية (مثل الطول، الوزن، الدخل، الأرباح) أو وصفية (مثل الأسماء، الألوان، الحالة الاجتماعية)، بالإضافة إلى بيانات الوقت والتاريخ. يمتاز MINITAB بمرونته وسهولة التعامل مع متغيرات متعددة، مما يجعله خيارًا مناسبًا للباحثين في مجالات متعددة.

3- برنامج SPSS: يُعد من أكثر البرامج شيوعًا واستخدامًا في البحوث الأكاديمية والاجتماعية لتحليل الاستبيانات. يتيح SPSS للباحث إجراء تحليلات وصفية واستدلالية دقيقة، وتصميم الدراسات بمستويات مختلفة من التعقيد، كما يوفّر أدوات متقدمة لتنظيف البيانات واكتشاف الأخطاء. وتكمن قوته في قدرته على التعامل مع كم كبير من المتغيرات وتحليل العلاقات بينها وفق مناهج علمية دقيقة.

 

خطوات تحليل الاستبيان باستخدام برنامج SPSS

يُعد برنامج SPSS من أكثر الأدوات استخدامًا في كيفية تحليل الاستبيان في البحث العلمي، لما يوفره من دقة وسهولة في التعامل مع البيانات. وتتطلب عملية تحليل الاستبيان عبر البرنامج المرور بعدد من الخطوات المنظمة كما يلي:

  1. بعد جمع الاستبانات، يقوم الباحث بإعطاء كل نسخة رقمًا تسلسليًا لتسهيل المراجعة والتأكد من دقة الإدخال.
  2. يتم إدخال كافة المتغيرات المستخدمة في الاستبيان وتحديد نوع كل منها، على النحو الآتي:

المسلسل: متغير رقمي يعبّر عن رقم كل مستجيب.

النوع: متغير اسمي (Nominal)، يُعطى فيه الرقم (1) للذكر و(2) للأنثى.

مستوى التعليم: متغير ترتيبي (Ordinal)، يُرمز فيه بـ (1) للثانوي، (2) للجامعي، و(3) للدراسات العليا.

العمر: متغير كمي يمثل عمر المستجيب بالسنوات.

فقرات الاستبيان: تُدرج كمتغيرات كمية (Scale) وتُرمز بـ (م1، م2، … م8). تُقيّم الاستجابات باستخدام مقياس ليكرت الخماسي كما يلي:

  • غير موافق إطلاقًا = 1
  • غير موافق = 2
  • محايد = 3
  • موافق = 4
  • موافق جدًا = 5

ملحوظة مهمة: جميع الفقرات مصاغة بصيغة إيجابية، مما يعني أن ارتفاع الدرجة يدل على زيادة مستوى الموافقة.

 

أهم مزايا الاستبيان في البحث العلمي

يُعد الاستبيان من الأدوات الأساسية في البحث العلمي، لما يتميز به من مزايا متعددة تجعله مناسبًا لجمع البيانات من شرائح واسعة من المشاركين. ومن أبرز مزاياه ما يلي:

  1. يمنح الاستبيان المستجيبين مساحة للتعبير عن آرائهم دون ضغط أو توجيه، مما يسهم في الحصول على معلومات أكثر صدقًا وواقعية.
  2. حيث تُطرح نفس الأسئلة على جميع المشاركين، مما يضمن التناسق في البيانات وسهولة مقارنتها وتحليلها.
  3. إن تجانس الأسئلة يسهل على الباحث تجميع البيانات وتصنيفها وتحليلها باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة، مما يدعم الوصول إلى استنتاجات دقيقة.
  4. يتيح الاستبيان للمشاركين اختيار الوقت والمكان المناسبين للإجابة، مما يزيد من احتمالية مشاركتهم الفعالة.
  5. يمكّن الباحث من جمع كم كبير من البيانات من عدد كبير من المشاركين خلال فترة زمنية محدودة، حتى لو كانوا موزعين على مناطق جغرافية متباعدة.
  6. يتميز تحليل الاستبيان بانخفاض تكلفته نسبيًا مقارنة بوسائل جمع البيانات الأخرى، سواء من حيث الإعداد أو التوزيع أو التحليل.

 

أبرز عيوب الاستبيان في البحث العلمي

على الرغم من مزايا الاستبيان كأداة لجمع البيانات، إلا أنه لا يخلو من بعض التحديات التي قد تؤثر على جودة البيانات ودقتها، ومن أبرز هذه العيوب عن تحليل الاستبيان ما يلي:

  1. قد تؤدي صياغة بعض الأسئلة بطريقة موجهة أو موحية إلى التأثير على إجابات المستجيبين، مما يضعف من موضوعية النتائج.
  2. يختلف المشاركون في الاستبيان من حيث المستوى التعليمي والخبرة والقدرة على الفهم، مما قد يؤثر على دقة التفاعل مع الأسئلة واستيعابها.
  3. قد يميل بعض الأفراد إلى الإدلاء بإجابات غير مكتملة أو غير صحيحة، سواء بدافع التسرع أو لتكوين صورة اجتماعية معينة.
  4. قد يتردد بعض المستجيبين في الإجابة الصريحة، خاصة إذا كانت الأسئلة تتناول قضايا حساسة أو تتطلب مواقف شخصية قد تُعرّضهم للحرج أو الخطر.
  5. لا يتعامل جميع المشاركين مع الاستبيان بالجدية المطلوبة، مما يؤدي إلى إجابات سريعة أو عشوائية تفتقر إلى المصداقية.

منصة احصائي تحليل بيانات

المعايير التي تميز الاستبيان الجيد

يعتمد نجاح عملية تحليل الاستبيان في البحث العلمي على مدى جودة تصميمه ودقة بنائه، إذ يُعد الاستبيان أداة رئيسية ينبغي أن تُصاغ بعناية لتكون معبرة بوضوح عن أهداف الدراسة وتساؤلاتها وفروضها. ويمكن تحديد أبرز المعايير التي تميز تحليل الاستبيان الجيد بما يلي:

  1. يجب أن تعكس فقرات الاستبيان محاور الدراسة وتساؤلاتها، بحيث يكون كل سؤال موجهاً نحو تحقيق هدف علمي محدد.
  2. ينبغي استخدام لغة بسيطة ومباشرة، خالية من الغموض أو العبارات التي تحتمل تفسيرات متعددة.
  3. يُفضل أن تكون الأسئلة قصيرة قدر الإمكان دون الإخلال بالمعنى، لتسهيل الفهم والتجاوب.
  4. ينبغي توفير مساحة كافية للمستجيب للإفصاح عن رأيه، إلى جانب خيارات متعددة تغطي كافة الاحتمالات المنطقية للإجابة.
  5. يُستحسن استخدام عبارات مؤدبة ومحفزة، مثل “رجاءً” وشكرا”، لما لها من أثر إيجابي في تشجيع المشاركين.
  6. يجب الابتعاد عن الأسئلة التي قد تثير تحفظ المستجيبين أو تدفعهم لعدم المشاركة بفعالية.
  7. يُراعى أن يتناول كل سؤال فكرة واحدة فقط، لتفادي تشتيت المستجيب أو التباس المقصود.
  8. يجب ترتيب الأسئلة وفق تسلسل منطقي يعكس ترتيب محاور الدراسة أو فرضياتها.
  9. يبدأ الاستبيان بأسئلة بسيطة تمهيدية، ثم ينتقل تدريجياً إلى الأسئلة الأكثر تعقيداً.
  10. يُصاغ الاستبيان بما يتناسب مع المستوى التعليمي والثقافي للمستجيبين.
  11. يجب تجنب الأسئلة التي تبدأ بالنفي، لأنها قد تُفهم على غير مراد الباحث.
  12. يتعين على الباحث تزويد المشاركين بتعليمات دقيقة حول كيفية الإجابة والغرض من تحليل الاستبيان، وبيان كيفية استخدام البيانات.
  13. يُفترض أن يعطي تحليل الاستبيان نتائج متسقة إذا أُعيد تطبيقه على نفس العينة وفي نفس الظروف.
  14. لا بد أن يقيس تحليل الاستبيان فعلاً ما وُضع من أجله، دون الانحراف عن المقصود الأساسي من الدراسة.