خطوات عرض فصل مناقشة النتائج في البحث
يستهدف هذا المقال التركيز على خطوات عرض فصل مناقشة النتائج في البحث، وقد تطرق في مضمونه إلى الخطوات الأساسية التي توجب على كل باحث أو طالب علم في إطار التكوين التقيد بها، خاصة الدراسات التي تجمع الجانب النظري والميداني معا. وأهم هذه الأساسيات كيفية بناء وعرض وتفسير نتائج البحث.
مفهوم النتائج في البحث
هي إفرازات ومعطيات جديدة تمس الظاهرة المدروسة والمعالجة منهجيا ونظريا وميدانيا، والتي توصل إليها الباحث عن طريق تطبيقه لخطوات المنهج العلمي، وهذه المعطيات توضح علاقات معينة بين عدد من المتغيرات، والتي دخلت في الدراسة وتكون دالة إحصائيا وكيفيا وفقا لمنظور معين.
أساسيات مناقشة النتائج في البحث
تعتمد أساسيات مناقشة النتائج في البحث على مجموعة من الركائز من أهمها:
أولا: تقنيات تركيب النتائج في البحث
نعتمد في تقنية تركيب نتائج البحث على مرحلة تحليل البيانات الميدانية، وهذا لا يعني أننا نتجاهل تحليل الجانب النظري وتفسيره. وفي هذه النقطة يشير العالم” رشيد زرواتي” إلى جملة من التقنيات لاستخلاص نتائج البحث أهمها ما يأتي:
- تعتمد على تقنية تبويب الجانب الميداني، فنجده مبوبا في محاور حسب خطة البحث، او حسب فرضيات البحث.
- للحصول على نتائج فرضيات البحث نقوم بعملية جمع ملخصات نتائج كل فرضية.
- نحصل على ملخصات نتائج كل فرضية من مجموع ملخصات مجموعة الجداول، أو الاشكال، أو الرسوم البيانية، أو الخرائط، أو الصور، التي تأتي تحت محور فرضية واحدة.
- نصل إلى نتائج البحث الجزئية، أي نتائج فرضيات البحث الثانوية.
- نصل إلى النتيجة العامة للبحث، التي تجيب عن الفرضية العامة للبحث عن طريق ملخص عام لنتائج فرضيات البحث الثانوية.
ثانيا: تقنيات عرض النتائج في البحث
أن الباحث يعتمد في محور نتائج البحث على عرض النتائج، ثم توضيح وظيفة النتائج الخاصة بالبحث، وعليه تلخص تقنيات عرض نتائج البحث في العناصر الآتية:
- نقوم بعرض نتيجة كل فرضية على حدي: مثلا لعرض الفرضية الأولي: نكتب الفرضية.
- ثم نعرض نتيجة مؤشرات الفرضية: حيث نكتب المؤشر الأول مرفوق بعرض نتيجته بدلالة إحصائية، وأن تعذر الإحصاء يعرض بدلالة كيفية وهذا لأن المنهج الكيفي في بعض الدراسات تكون طرقه الكيفية أقوي دلالة وعمق. حتى ولو كانت طرق المنهج الكمي أكثر دقة ومصداقية، وهكذا نواصل العملية مع جميع المؤشرات المقترحة لاختبار الفرضية.
- ثم نلخص نتيجة الفرضية الأولي: والتي هي عبارة عن نتيجة موضوعية ولو نسيبا.
- تؤخذ الدلالة الإحصائية من المجاميع والنسب المئوية المعروضة في المعالجة الإحصائية للمعطيات النظرية أو البيانات الميدانية.
- يستطيع الباحث عرض نتائج بحثه إحصائيا أو كيفيا، المدعم بالتحليل والتفسير المناسب بكل ثقة.
ثالثا: ركائز مناقشة النتائج في البحث
يعد اختبار الفرضيات هو إجراء إحصائي يستخدمه الباحث لاختبار الفرضية العلمية، ليتبين إذا كانت الفرضية صحيحة أو غير صحيحة، ولكن ليست كل الفرضيات العلمية تختبر إحصائيا، والفرضية العلمية تتمتع بالعمومية والأهمية اما الإحصائية ليس لها صفة تعميمية إنما تتعلق بالظواهر المحددة، ان مسالة تحديد الأساليب الإحصائية تعتمد على الإحصاء الوصفي مثل الانحرافات المعيارية، النسب المئوية، او يعتمد على الإحصاء التحليلي مثل اختبار “ت” أو “ف” او كاي.
كيفية مناقشة النتائج في ضوء أهداف البحث
لابد للباحث من تحديد أهداف البحث بشكل دقيق في بداية بحثه لكي يتمكن من مناقشة النتائج في البحث وذلك من خلال النقاط التالية:
- يكون الهدف من البحث إضافة علمية، أو تشخيص لظاهرة ما للتعرف على عوامل معينة في تلك الظاهرة أو البحث.
- تحديد الباحث لأهداف بحثه بدقة سيساعده في التحديد الدقيق للمجتمع والعينة التي سيتعامل معها، وسيكون مقنعا للقارئ في الأخذ بالنتائج التي توصل إليها.
- كل بحث علمي له هدف خاص به، يسعي الباحث لتحقيقه سواء كان ذلك هو الحصول على المعرفة أو حل المشكلات
- بتباين الظواهر وتنوعها وتعدد زواياها، فإن الأهداف المرجوة من كل بحث تفرضها طبيعة البحث وتساؤلاتها وفرضياتها التي تكون متوافقة مع الأهداف.
كيفية مناقشة النتائج في ضوء الأبحاث السابقة
يقوم الباحث بمناقشة النتائج في البحث في ضوء الدراسات السابقة من خلال ما يلي:
- الدراسات السابقة هي تلك التي تحترم القواعد المنهجية في البحث العلمي والتي توجب توفر موضوع الدراسة والهدف منه.
- عند التطابق مع الدراسة السابقة، يتوجب على الباحث حينئذ اختلاف ميدان البحث.
- الباحث الحصيف على دراية بأهمية الدراسات السابقة، فهو لا يكتفي بفحصها في عجالة، ولكن يفحصها جيدا.
- تعين على الباحث في تحديد المصطلحات والمفاهيم العلمية والإجرائية، وتعمل كموجه لأدبيات الموضوع النظرية والمنهجية، والنتائج المتوصل إليها، باعتبار كل دراسة تبدأ من حيث انتهت الدراسات السابقة.
- الباحث الحق هو الذي يبرز مهاراته الفنية والمعرفية في الاستفادة من الدراسات السابقة في كل مرحلة وكل خطوة فرعية، وهذا الجهد يحسب له اجتهاد وتقنية من تقنيات ممارسة البحث العلمي.
- تبرز مهارة الباحث في مناقشة وتفسير النتائج في البحث في تحكمه في العمليات الأساسية في المنهج العلمي مثل التحليل، أو الاستنباط أو التركيب، وهنا يوظف الباحث هذه العلميات كلما دعت الضرورة البحثية.
- يسعى الباحث إلي إبراز نقاط التقاطع والتداخل سواء في علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع هذه الدراسات، وتحديد تلك التي تعتبر مكملة أو مدللة لنتائج الدراسة.
- تميز الباحث في التركيز على الحزمة الثلاثية وهي المكان والزمان ومجتمع الدراسة.
- ينبغي أن يكون الباحث متميز ولديه المهارة في كيفية مناقشة نتائج البحث، فكلما ابتعد عن القولية والاعتماد على الطرح العلمي والاحتكاك بذوي الخبرة والاختصاص، كلما نأى عن المزالق المتكررة في هذا المطلب وغيره.
- تبقى مناقشة نتائج البحث تطرح مبدئيا على المستوي المعرفي والعلمي والنظري والمنهجي، وعليه فالإضافة العلمية التي تقررها نتائج الدراسة الراهنة مع ما سبقها من نتائج دراسات سابقة.
خاتمة مناقشة النتائج في البحث
وربما لن نبالغ أن وظيفة الباحث لإبراز قيمه نتائجه أيضا أن يوظفها في خاتمة بحثه ، أذ لا يكتفى بالتعليق على مناقشة النتائج في البحث وتقديم الاقتراحات ويقول العالم رشيد زرواتى” غير أن النموذج المفضل العمل به هو أن تكون الخاتمة في شكل مشروع تنفيذي لتطبيق نتائج البحث التي توصل لها الباحث ، وفيه يبين الباحث للمواطن وللهيئات المسؤولة او لهما معا كيفية تنفيذ الحلول المقترحة من طرف الباحث”.
يمكنك طلب خدمة مناقشة النتائج في البحث وتفسيرها مباشرة عبر الواتس أب أو الدخول إلى رابط الخدمة للاطلاع على المميزات وآلية العمل.
مرجعية المقال
مومية ، عزرى.(2019). منهجية مناقشة النتائج في البحث السوسيولوجى. جامعة عبد الحميد مهري-قسنطينة2. 86-109.