ما هو الاستلال العلمي؟ وخطورته على البحث العلمي 2026

ما هو الاستلال العلمي؟ ولماذا يُعدّ خطرًا؟

ما هو الاستلال العلمي؟ ولماذا يُعدّ خطرًا؟

يُعدّ الاستلال العلمي أحد أخطر التحديات التي تهدد نزاهة البحث الأكاديمي، لأنه لا يمسّ جودة الكتابة فقط، بل يطعن في مصداقية الباحث، ويؤثر مباشرة في قبول البحث أو رفضه في المجلات المحكمة والجامعات. ومع تطور أدوات كشف التشابه وارتفاع معايير التدقيق في المؤسسات الخليجية، أصبح الاستلال خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه. ويتطلب رفع جودة الأبحاث العلمية فهمًا دقيقًا لطبيعته، وأنواعه، وآثاره الأخلاقية والقانونية، وطرق الوقاية منه، وهو ما يتناوله هذا المقال بمنهجية تحليلية شاملة.

 

مفهوم الاستلال العلمي ودلالاته الأكاديمية

يُعرَّف الاستلال العلمي بأنه استخدام نصوص، أو أفكار، أو نتائج، أو جداول، أو تحليلات مأخوذة من مصادر أخرى سواء كانت منشورة أو غير منشورة من دون توثيق صحيح يبيّن مصدرها الأصلي. وهو يختلف عن “الاقتباس المشروع” الذي يلتزم بشروط التوثيق، لأن الاستلال يتضمن شكلًا من أشكال الإيهام بملكية المعرفة.

ويمتد مفهوم الاستلال العلمي إلى عدة مستويات:

  1. الاستلال النصي: نسخ جملة أو فقرة كما هي.
  2. الاستلال الفكري: سرقة الفكرة أو النموذج النظري دون الإشارة للمصدر.
  3. الاستلال البنائي: اقتباس هيكل بحث أو صياغة خطة كاملة.
  4. الاستلال المنهجي: نقل خطوات منهجية دون نسبتها لصاحبها.
  5. الاستلال الإحصائي: تكرار جداول وأساليب تحليل دون إذن.

وتعد هذه الأنواع جميعها مخالفة لأخلاقيات البحث، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة.

شريط1

لماذا يُعدّ الاستلال العلمي خطرًا على الباحث والجامعة؟

يُعدّ الاستلال العلمي من أخطر التحديات التي تواجه نزاهة البحث الأكاديمي، إذ لا يضرّ الباحث وحده، بل يمتد أثره إلى الجامعة والمؤسسة البحثية بأكملها كالتالي:

أولا: تقويض الثقة في البحث العلمي

  1. الاستلال يُضعف مصداقية النتائج مهما كانت دقيقة، لأن الأصالة هي الركيزة الأساسية لقبول الأبحاث في المجلات المحكمة.
  2. يفقد البحث قيمته العلمية بمجرد ثبوت النقل غير الموثق، حتى وإن احتوى على إسهامات حقيقية.
  3. ترفض المؤسسات البحثية أي عمل يحمل مؤشرات تشابه مرتفعة تفوق النسبة المسموح بها.
  4. يؤدي ذلك إلى إدراج الباحث في قوائم المراقبة الأكاديمية، مما يصعّب نشر أعماله المستقبلية.

ثانيا: تهديد السمعة الأكاديمية للباحث

  1. يُسجل الاستلال في التقارير الرسمية للجامعات، وقد يُمنع الباحث من الترقية أو المشاركة في مؤتمرات علمية.
  2. تتعامل المجلات الدولية مع المخالفة على أنها إخلال بالأمانة البحثية لا يمكن تبريره.
  3. حتى بعد تصحيح الخطأ، يبقى أثره في الملف الأكاديمي للباحث لسنوات.
  4. تُلغى أحيانًا نتائج البحوث المنشورة سابقًا إذا ثبتت عليها شبهة استلال جزئي أو كلي.

ثالثا: المساءلة القانونية والأخلاقية

  1. في الجامعات الخليجية، يُعد الاستلال جريمة أكاديمية منصوصًا عليها في لوائح الانضباط
  2. قد تصل العقوبة إلى إلغاء الرسالة أو سحب الدرجة العلمية.
  3. يُوقف بعض الأكاديميين عن الإشراف أو التدريس مؤقتًا حال ثبوت المخالفة.
  4. تُفرض غرامات أو إنذارات رسمية لحماية سمعة الكليات من التورط في بحوث منقولة.

رابعا: فقدان الثقة المؤسسية

  1. حين تتكرر حالات الاستلال داخل جامعة معينة، تتأثر سمعتها بين الجامعات الأخرى.
  2. تُراجع الجهات الاعتمادية تصنيفاتها وتُضعف ترتيب المؤسسة البحثي.
  3. قد تُرفض مشروعات التعاون الدولي بسبب ضعف نزاهة النشر الداخلي.
  4. وبذلك يتحوّل الاستلال من خطأ فردي إلى أزمة مؤسسية تمس سمعة الجامعة الأكاديمية.

إن خطورة الاستلال العلمي لا تكمن في نسب التشابه فقط، بل في تنوع أشكاله ومصادره التي قد تكون مباشرة أو خفية، وهو ما يستدعي التعرّف على الأنواع الرئيسة للاستلال العلمي لضبطها بدقة في الأبحاث الجامعية.

 

الأنواع الرئيسة للاستلال العلمي

تتنوّع صور الاستلال العلمي بتعدد أساليبه في النقل أو الاقتباس غير المشروع، مما يجعل فهم أنواعه ضرورة لحماية أصالة البحث كما يلي:

1- الاستلال النصي المباشر

يُعدّ من أكثر أشكال الاستلال العلمي شيوعًا، ويتمثل في نسخ فقرة أو صفحة كاملة دون ذكر المصدر الأصلي. ويُعد هذا النوع مخالفة صريحة مهما كان حجم النص المنسوخ قليلًا، لأنه ينتهك مبدأ الأمانة العلمية. كما يسهل اكتشافه عبر برامج كشف التشابه المختلفة.

2- الاستلال غير المباشر (استلال المضمون)

يحدث عندما يُعاد عرض الفكرة نفسها من مصدر آخر بصياغة مختلفة دون الإشارة لصاحبها. ورغم أن الصياغة تبدو أصلية، إلا أن غياب التوثيق يجعلها شكلًا من أشكال الاستلال العلمي. ويُعد هذا النوع الأخطر لأنه يصعب كشفه دون خبرة أو مراجعة دقيقة.

3- الاستلال الذاتي

يقوم الباحث بإعادة استخدام أجزاء من أبحاثه السابقة في رسالة جديدة دون تصريح، وهو أمر ممنوع أكاديميًا. يُعد هذا النوع استغلالًا غير مشروع للمنشورات السابقة، ويُشترط دائمًا الإفصاح عنه في ورقة منفصلة عند التقديم للنشر. كما قد يؤدي إخفاؤه إلى رفض البحث.

4- الاستلال عبر الترجمة

يتمثل في ترجمة نصوص أجنبية كاملة وإدراجها في البحث دون نسبتها لصاحبها. ورغم اختلاف اللغة، يبقى المضمون منقولًا دون إذن، مما يجعل هذا النوع أحد صور الاستلال العلمي التي تُكتشف غالبًا من خلال الخبراء وليس البرامج الرقمية.

5- الاستلال البرمجي أو الإحصائي

يشمل نسخ نماذج تحليل، أكواد برمجية، أو خطوات إحصائية استخدمها باحث آخر دون الإشارة إليه. ويُعدّ هذا النوع مخالفًا للأخلاقيات البحثية لأنه يتضمن سرقة أدوات علمية وليست نصوصًا فقط. وتتعامل المجلات المحكمة معه بصرامة كبيرة.

6- الاستلال البنيوي في تصميم البحث

يحدث عندما ينقل الباحث هيكل الدراسة أو منهجها أو خطة التحليل كما هي من دراسة أخرى، حتى إن غيّر النصوص. يعتبر هذا النوع من الاستلال العلمي محظورًا، لأنه يمثل نسخًا غير معلن للبنية الفكرية للدراسة.

7- الاستلال في الجداول والرسوم

يتم بنقل جداول أو أشكال أو رسوم بيانية من مصادر سابقة دون نسبتها، حتى وإن أُعيد تنسيقها بصريًا. وتعتبر الجامعات هذا النوع انتهاكًا صريحًا للأصالة البحثية.

8- الاستلال في الاقتباسات المجمّعة

يُلاحظ عند جمع عدة مصادر وإعادة ترتيبها أو دمجها في فقرة واحدة دون توثيق واضح. ورغم أنه يبدو تلخيصًا، إلا أنه يُعد استلالًا إذا لم تُذكر الإحالات الكاملة.

وبعد فهم هذه الأنواع المتعددة من الاستلال العلمي، أصبح من الضروري معرفة الحدود المسموح بها لنسب التشابه في المؤسسات الأكاديمية، إذ تختلف القواعد بين الجامعات الخليجية بحسب اللوائح والبرامج، وهو ما توضحه الفقرة التالية بعنوان: نسب الاستلال المسموح بها في الجامعات الخليجية.

 

نسب الاستلال المسموح بها في الجامعات الخليجية

لكل جامعة معاييرها الخاصة، وأبرزها:

الجامعة النسبة المقبولة ملاحظات
جامعة الملك سعود ≤ 15% شرط خلو النتائج والمناقشة من التشابه
جامعة الملك فيصل 20% إنساني، 10% علمي التشابه اللغوي فقط
جامعة الأمام محمد بن سعود ≤ 25% مع اعتماد اكتشاف الاستلال الفكري
جامعة الإمارات ≤ 15% اعتماد Turnitin رسميًا
جامعة قطر ≤ 15% رفض التشابه في المناهج والنتائج

النسب المقبولة لا تعني إباحة النسخ، بل تشير إلى مساحة التشابه المرتبط بالمصطلحات الشائعة.

شريط2

كيف يتم كشف الاستلال العلمي؟

يُعدّ الاستلال العلمي من أكثر المخاطر التي تهدد أصالة الأبحاث الجامعية، لذلك تعتمد الجامعات والمجلات المحكمة طرقًا دقيقة للكشف عنه، تجمع بين التقنيات الحديثة والخبرة البشرية، أبرزها:

أولا: برامج كشف التشابه الرقمي

  1. تعتمد على مقارنة النص بملايين الملفات في قواعد البيانات العالمية.
  2. تكشف التطابقات النصية المباشرة والاقتباسات غير الموثقة.
  3. تسجّل نسب التشابه وفقًا لحدود تحددها الجامعة أو المجلة.
  4. تُستخدم عادة في المراحل الأولية قبل التحكيم الأكاديمي.

ثانيا: Turnitin كأداة معيارية

  1. يُعد الأشهر عالميًا في فحص الرسائل الجامعية والمقالات.
  2. يميز بين الاقتباسات الصحيحة والاستلال غير المشروع.
  3. يوفر تقريرًا تفصيليًا بالألوان لتوضيح مناطق التشابه.
  4. تعتمد عليه معظم الجامعات الخليجية لضمان الأصالة.

ثالثا: iThenticate للمجلات المحكمة

  1. مخصص لتحكيم الأبحاث قبل النشر العلمي.
  2. يقدّم مقارنة عميقة مع قواعد بيانات Scopus وWeb of Science.
  3. يُعد أدق من البرامج العامة في كشف النقل المتقدم.
  4. مستخدم في أكثر من 90% من المجلات العالمية عالية التصنيف.

رابعا: الفحص البشري الأكاديمي

  1. يكشف الاستلال المفهومي الذي لا تراه البرامج الآلية.
  2. يحدد مواضع إعادة الصياغة المضللة أو النقل البنيوي.
  3. يتحقق من اتساق الفروض والمنهج مع مصادرها الأصلية.
  4. يُستخدم غالبًا في الدراسات العليا والرسائل المترجمة.

خامسا: تحليل البنية الأكاديمية للبحث

  1. فحص تطابق ترتيب الفصول أو تسلسل المنهج مع دراسات أخرى.
  2. كشف تكرار الفروض أو الجداول بنفس الصياغة.
  3. مقارنة أسلوب التحليل الإحصائي بين الأبحاث المتقاربة.
  4. مراجعة نماذج الدراسة للتحقق من أصالتها.

سادسا: التقييم الأسلوبي واللغوي

  1. رصد تشابه الأسلوب اللغوي أو المسار الحِجاجي للنص.
  2. ملاحظة التطابق في طريقة العرض أو أمثلة الشرح.
  3. تحليل نبرة الكتابة للكشف عن أجزاء منقولة.
  4. يُستخدم عندما تكون نسبة التشابه الرقمية منخفضة لكن هناك شبهات.

سابعا: مراجعة النسخ السابقة للبحث

  1. تساعد في مقارنة الإصدار النهائي مع المسودات الأولى.
  2. تكشف المواضع التي أُدرجت فيها نصوص من مصادر خارجية دون توثيق.
  3. تُظهر التعديلات التي تمت على الفصول وتوضح مصادرها.
  4. تُستخدم غالبًا عند الشك في حدوث استلال ذاتي غير مقصود.

ثامنا: التحقق من أصالة الجداول والأشكال

  1. فحص مصدر الجداول للتأكد من أنها ليست منسوخة من دراسات سابقة.
  2. مراجعة الرسوم البيانية للتحقق من عدم إعادة استخدامها دون إذن.
  3. مقارنة تسميات الجداول مع الأدبيات السابقة لرصد النسخ غير الموثق.
  4. تعتمد عليها المجلات المحكمة في فحص البحوث الإحصائية.

وبعد التعرف على الآليات التقنية والبشرية التي تعتمد عليها الجامعات والمجلات في كشف حالات الاستلال، يصبح من الضروري فهم الأخطاء التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة التشابه دون قصد، وهي ما تتناوله الفقرة التالية بعنوان الأخطاء التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الاستلال.

 

الأخطاء التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الاستلال

يمثل الاستلال العلمي أحد أخطر التحديات التي تهدد أصالة الرسائل الجامعية، إذ ترتفع نسبته غالبًا بسبب ممارسات كتابية غير واعية. وعندما يُهمل الباحث ضوابط التوثيق وإعادة الصياغة، تتضاعف احتمالات ظهور تطابقات غير مقصودة في تقرير الفحص؛ فيما يلي أبرز الأخطاء التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الاستلال:

  1. النقل الحرفي دون استخدام علامات الاقتباس مما يجعل النظام الآلي يعتبر النص منسوخًا مباشرة من المصدر الأصلي.
  2. الترجمة المباشرة دون توثيق مرجع النص الأصلي وهو من أكثر أشكال الاستلال العلمي شيوعًا في الأبحاث المترجمة.
  3. الإفراط في الاقتباس على حساب التحليل بحيث يتحول الفصل إلى نقل نصي بدلًا من إنتاج فكري للباحث.
  4. الاعتماد الكامل على أدوات الذكاء الاصطناعي دون مراجعة بشرية مما يؤدي إلى تكرار صياغات شائعة تظهر في قواعد البيانات.
  5. ضعف التوثيق وفق أنظمة APA أو MLA فيؤدي غياب التاريخ أو الصفحة أو المصدر إلى احتساب النص كاستلال.
  6. عدم إعادة الصياغة الأكاديمية عند نقل الأفكار مما يجعل الفكرة المنقولة تُدرج كنص مطابق أو شبه مطابق.
  7. استخدام مصادر غير موثوقة أو مكررة والتي تتضمن نصوصًا مستخدمة بكثرة، فيزيد احتمال التطابق في تقارير الفحص.
  8. إغفال توثيق الجداول أو الرسوم عند اقتباسها من دراسات سابقة فتظهر في التقرير كنسخ مباشر.
  9. دمج فقرات مترجمة من أكثر من مصدر دون ضبط لغوي فيؤدي ذلك إلى تشابهات متفرقة يصعب اكتشافها أثناء الكتابة.
  10. إعادة استخدام أجزاء من بحوث سابقة للباحث نفسه دون تصريح ويُعد ذلك استلالًا ذاتيًا يُحتسب في أنظمة الفحص.

وبناءً على ما سبق، يصبح تجنّب الاستلال العلمي عملية منهجية تعتمد على التخطيط الواعي للكتابة والتوثيق، مما يفرض على الباحث الالتزام بخطوات دقيقة وفعّالة تُسهم في حماية أصالة بحثه. وفي الفقرة التالية نستعرض أهم طرق فعّالة لتجنب الاستلال العلمي.

 

طرق فعّالة لتجنب الاستلال العلمي

يمثل الاستلال العلمي خطرًا مباشرًا على أصالة البحث الأكاديمي، إذ يُضعف ثقة المحكّمين ويُعرّض الباحث للمساءلة الأخلاقية. ولذلك فإن تجنّبه ليس مجرد مهارة لغوية، بل ممارسة منهجية تتطلب وعيًا كاملًا بأساليب الكتابة الأكاديمية كالاتي:

1- فهم الفكرة قبل إعادة صياغتها

تبدأ الوقاية من الاستلال العلمي باستيعاب الفكرة الأصلية ثم التعبير عنها بأسلوب الباحث، لا الاكتفاء باستبدال كلمات قليلة، مما يعزز الأصالة ووضوح الرسالة البحثية.

2- استخدام أساليب إعادة الصياغة الأكاديمية

تتضمن إعادة تشكيل البنية النحوية للجمل، وتطبيق مفردات مرادفة، ودمج الشرح التحليلي، مما يضمن إنتاج نص جديد دون الإخلال بالمعنى أو المنهج.

3- التوثيق الدقيق وفق نظام معتمد

يُعد الالتزام بأنظمة التوثيق مثل APA أو Chicago خط الدفاع الأول ضد الاستلال؛ إذ يوضح مصادر الأفكار ويمنع ظهور تطابقات غير مقصودة في تقارير الفحص.

4- الفحص المبكر قبل التسليم

يسمح استخدام برامج فحص الاستلال مثل Turnitin، أو أدوات منصة إحصائي، باكتشاف مواضع التشابه قبل إرسال البحث، مما يمنح الباحث فرصة للتعديل.

5- الاعتماد على متخصصين في إعادة الصياغة

في حال وجود نسب تطابق مرتفعة، يسهم المتخصصون في إعادة صياغة الفقرات بطريقة منهجية تحافظ على المعنى وتحقق الحد الأدنى المقبول من الأصالة.

6- تجنب النقل الحرفي في الإطار النظري

ينبغي كتابة الأدبيات السابقة بأسلوب تحليلي، يوضح فهم الباحث للعلاقات بين الدراسات بدلاً من نقل فقرات جاهزة، مما يقلل احتمالات التشابه.

7- توثيق الجداول والاقتباسات الرقمية

عند اقتباس جداول أو رسومات، يجب ذكر المصدر بوضوح في المتن والملاحق، لأن إغفال ذلك يؤدي إلى احتسابها كاستلال في تقرير الفحص.

8- استخدام لغة أكاديمية متوازنة

تساعد الكتابة الهادئة الواضحة على إنتاج نص أصيل غير معتمد على القوالب الجاهزة، مما يحد من التشابه اللغوي مع المصادر الأخرى.

وبناءً على ما سبق، يتضح أن تجنّب الاستلال العلمي لا يقتصر على الامتثال التقني، بل ينطوي على التزام أخلاقي يعبّر عن أمانة الباحث ومنهجيته العلمية. وفي الفقرة التالية ننتقل إلى توضيح الأبعاد الأخلاقية للاستلال العلمي وكيف تؤثر في سمعة الباحث والمؤسسة.

 

الأبعاد الأخلاقية للاستلال العلمي

يمثل الاستلال العلمي خرقًا واضحًا لمبادئ النزاهة الأكاديمية، إذ ينعكس سلبًا على الباحث ومؤسسته وعلى البيئة العلمية بأكملها. ولذلك تُعد معالجته ضرورة أخلاقية قبل أن تكون إجراءً منهجيًا كما يلي:

  1. خيانة الأمانة العلمية من خلال تقديم أفكار أو نصوص الآخرين باعتبارها من إنتاج الباحث، مما يفقد البحث أصالته وقيمته.
  2. الإضرار بالمجتمع الأكاديمي لأن انتشار الدراسات المتسلّلة يضعف جودة المعرفة المنشورة ويشوّه تراكم الأدلة العلمية في التخصصات المختلفة.
  3. مخالفة القوانين والأنظمة حيث يعتبر الكثير من التشريعات العربية والدولية الاستلال انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية يستوجب المساءلة.
  4. تشويه سمعة الباحث المهنية إذ يُسجل الاستلال في سجله الأكاديمي، مما يضعف فرصه في النشر والترقية والقبول في المؤتمرات العلمية.
  5. الإضرار بسمعة الجامعة لأن قبول أو نشر بحوث متسلّلة ينعكس سلبًا على تصنيف المؤسسة وثقة المجتمع الأكاديمي بها.
  6. إضعاف الثقة في العملية البحثية حيث يشكّل الاستلال مؤشرًا على غياب الانضباط العلمي، ويقلل من مصداقية نتائج الدراسات.
  7. تشجيع السلوكيات غير النزيهة إذ يؤدي التساهل مع الاستلال إلى انتشار ممارسات غير أخلاقية بين الباحثين والطلاب.
  8. تضليل القرّاء وصنّاع القرار لأن الاستلال قد ينقل أفكارًا مشوهة أو مبتورة، مما ينعكس على القرارات المبنية على هذه الأبحاث.

شريط3

الخاتمة

يُظهر التحليل أن الاستلال العلمي ليس مجرد تشابه نصي، بل قضية تمسّ أخلاقيات البحث وجودته ومصداقيته. وإن تجنب الاستلال يتطلب وعيًا بالضوابط، وفهمًا عميقًا لطرق الكتابة، والتزامًا بقواعد التوثيق، وفحصًا دقيقًا قبل الإرسال.
ومع ارتفاع معايير النشر وتحسّن أدوات الكشف، أصبح الالتزام بالنزاهة العلمية ضرورة لا خيارًا.

ولذلك يبقى الباحث الواعي هو الذي يستثمر في الكتابة الأصيلة ويستعين بخبراء لضمان خلو بحثه من الاستلال، ليتقدم بثقة نحو النشر والتحكيم والمناقشة.

 

منصة إحصائي: شريكك لضمان خلو بحثك من الاستلال العلمي

تقدم منصة إحصائي حلولًا متكاملة لضبط الاستلال العلمي تشمل:

  1. فحص استلال عبر Turnitin وiThenticate
  2. إعادة صياغة علمية للفقرات المتشابهة
  3. معالجة التوثيق الأكاديمي
  4. تقرير استلال نهائي معتمد

📩 تواصل معنا عبر موقع إحصائي واجعل بحثك مؤهلاً للنشر والمناقشة بثقة.

 

المراجع

Opitz, A., Heene, M., & Fischer, F. (2017). Measuring scientific reasoning–a review of test instrumentsEducational Research and Evaluation23(3-4), 78-101.‏

Scroll to Top