ما هي مدارس علم النفس ال 7 وأهم روادها؟

ما هي أبرز مدارس علم النفس ومن هم أهم روادها؟

ما هي أبرز مدارس علم النفس ومن هم أهم روادها؟

تُعد مدارس علم النفس الركائز التي تشكّل منها هذا العلم منذ نشأته وحتى اليوم، إذ سعى العلماء من خلالها إلى تفسير العقل والسلوك الإنساني من زوايا متعددة. وقد مثّلت كل مدرسة استجابة فكرية للسياق التاريخي والعلمي الذي ظهرت فيه، مما جعل فهمها ضرورة معرفية لطلاب الدراسات العليا. إن الإلمام بمدارس علم النفس لا يمنح الباحث معرفة تاريخية فحسب، بل يفتح له آفاقًا نقدية تساعده على بناء رؤيته البحثية وتوسيع أدواته المنهجية. ومن هنا سنعرض في هذا المقال أهم مدارس علم النفس، ونوضح أبرز مبادئها، وأشهر روادها، وكيف ساهمت في صياغة مسار الفكر النفسي الحديث.

 

ما هو علم النفس وكيف يمكن تعريفه أكاديميًا؟

يُعرَّف علم النفس بأنه العلم الذي يدرس السلوك الإنساني والعمليات العقلية دراسة علمية منهجية، بهدف فهمها والتنبؤ بها والتحكم فيها. فهو يسعى إلى الكشف عن القوانين العامة التي تحكم التفكير والانفعال والدافعية والإدراك، مع مراعاة الفروق الفردية بين البشر. ويُنظر إليه أكاديميًا باعتباره علمًا تطبيقيًا ونظريًا في آن واحد، إذ يجمع بين البحث التجريبي في المختبر والتطبيق العملي في مجالات التربية، والصحة، والعمل، والمجتمع.

 

ما أهمية دراسة علم النفس لطلاب الدراسات العليا؟

تمثل دراسة علم النفس ركيزة أساسية لطلاب الدراسات العليا لما تمنحه من أدوات معرفية ومنهجية توسّع آفاقهم البحثية وتدعم مسيرتهم الأكاديمية.

  1. تساعد الطالب على فهم السلوك الإنساني في أبعاده الفردية والجماعية بما يثري تحليلاته البحثية.
  2. تمنحه أساسًا متينًا لاختيار المناهج والأدوات المناسبة لدراسته العليا.
  3. توسّع مداركه النقدية لمقارنة النظريات وتحديد أوجه القوة والقصور فيها.
  4. تمكّنه من ربط الظواهر النفسية بالسياقات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بها.
  5. تفتح أمامه مجالات تطبيقية في التربية، والصحة، والعمل، والإرشاد النفسي.
  6. تساعده في صياغة تساؤلات بحثية أصيلة تستند إلى أطر علمية واضحة.
  7. تدعمه في استخدام أدوات القياس النفسي والإحصائي لفحص الفرضيات بدقة.
  8. تعزز قدرته على تقديم حلول عملية لمشكلات إنسانية معقدة.
  9. تمنحه خلفية تاريخية لفهم تطور الفكر النفسي عبر مدارس علم النفس.
  10. تجعله أكثر استعدادًا للمساهمة في إنتاج معرفة علمية رصينة تخدم المجتمع.

شريط1

ما العلاقة بين علم النفس والمدارس التي انبثق عنها؟

تتمثل العلاقة بين علم النفس ومدارسه المختلفة في كونه العلم الأم الذي وُلدت منه تلك الاتجاهات، وكل مدرسة بدورها أسهمت في صياغة مساره وتطوير مناهجه.

  1. تُعد المدارس النفسية محطات تاريخية متعاقبة شكّلت هوية علم النفس وأهدافه.
  2. أسهمت المدرسة البنائية في تحويل علم النفس إلى علم تجريبي قائم على المختبر.
  3. أضافت الوظيفية البعد العملي وجعلت علم النفس أكثر ارتباطًا بالحياة اليومية.
  4. أعادت الجشطالتية تعريف الإدراك، مؤكدة أن العقل يدرك الكل لا الأجزاء فقط.
  5. ركزت السلوكية على جعل علم النفس أكثر موضوعية من خلال دراسة السلوك الظاهر.
  6. قدّم التحليل النفسي منظورًا عميقًا لللاشعور والدوافع الخفية في النفس البشرية.
  7. جاءت المدرسة الإنسانية لتؤكد على كرامة الإنسان وحريته في تقرير مصيره.
  8. أعادت المدرسة المعرفية الاعتبار للعمليات العقلية كالتفكير والذاكرة والانتباه.
  9. أبرزت هذه المدارس تنوع المناهج بين التجريب، والملاحظة، والتحليل، والفلسفة.
  10. يشكّل فهم هذه المدارس معًا الأساس المتين لطلاب الدراسات العليا لاستيعاب طبيعة علم النفس.

 

ما المدرسة البنائية في علم النفس وما أبرز مبادئها وروادها؟

المدرسة البنائية هي أولى مدارس علم النفس التي ركزت على تحليل الخبرة الشعورية إلى مكوناتها الأساسية من إحساسات ومشاعر وأفكار. اعتمدت على الاستبطان كمنهج لدراسة الوعي، ورأت أن العقل يمكن تفكيكه إلى عناصر بسيطة مثلما تُحلل المادة في الكيمياء. ومن أبرز روادها فيلهلم فونت مؤسس أول مختبر لعلم النفس، وإدوارد تيتشنر الذي نشر أفكارها في الولايات المتحدة، إلى جانب إسهامات هيرمان إبنجهاوس في دراسة الذاكرة.

 

كيف ظهرت المدرسة الوظيفية وما الذي أضافته إلى الفكر النفسي؟

جاءت المدرسة الوظيفية كرد فعل على البنائية، مؤكدة أن دراسة العقل يجب أن تركز على وظائفه وأدواره في التكيف مع البيئة. فقد اعتبرت أن العمليات العقلية وسائل لخدمة أغراض عملية مرتبطة بالبقاء والنمو. ومن رواد هذه المدرسة وليم جيمس بكتاباته حول “تيار الوعي”، وجون ديوي الذي ركز على التربية والتعلم، وجيمس أنجل الذي صاغ أسس علم النفس الوظيفي. لقد جعلت الوظيفية من مدارس علم النفس اتجاهًا عمليًا يربط النظرية بالتطبيق.

 

ما ملامح المدرسة الجشطالتية ومن هم أهم رموزها؟

المدرسة الجشطالتية نشأت في ألمانيا مطلع القرن العشرين مؤكدة أن “الكل أكبر من مجموع أجزائه”. وقد ركزت على مبادئ الإدراك مثل الشكل والأرضية، والتقارب، والتشابه، والإغلاق. رفضت هذه المدرسة التجزئة التي تبنتها البنائية، وأكدت على أن العقل ينظم الخبرة وفق قوانين كلية. ومن أبرز رموزها ماكس فيرتهايمر، وكورت كوفكا، وفولفغانغ كوهلر. وتُعد من مدارس علم النفس التي أثرت بعمق في فهم عمليات الإدراك والوعي.

 

كيف تأسست المدرسة السلوكية وما أبرز إسهامات روادها؟

المدرسة السلوكية انطلقت في الولايات المتحدة على يد جون واطسون، مؤكدة أن موضوع علم النفس يجب أن يكون السلوك القابل للملاحظة فقط. قامت على مبادئ التعلم الشرطي، وربطت بين المثير والاستجابة. ثم طوّر بورهوس سكينر مفاهيم التعزيز والعقاب في إطار التعلم الإجرائي. وقد حققت السلوكية مكانة كبيرة بين مدارس علم النفس لاهتمامها بالصرامة التجريبية والتطبيقات العملية في التعليم والعلاج.

 

ما جوهر مدرسة التحليل النفسي ومن هم روادها المؤثرون؟

مدرسة التحليل النفسي، التي أسسها سيغموند فرويد، ركزت على دور اللاشعور والدوافع الجنسية والعدوانية في تشكيل السلوك. قدّمت مفاهيم الهو والأنا والأنا الأعلى، وآليات الدفاع النفسي، وتحليل الأحلام. ومن أبرز روادها أيضًا كارل يونغ بنظريته عن اللاشعور الجمعي، وأدلر بفكرته عن الشعور بالنقص، وإريك إريكسون الذي ربط النمو بالتفاعل الاجتماعي. ورغم الجدل، تبقى من أشهر مدارس علم النفس وأكثرها تأثيرًا في العلاج والثقافة.

 

كيف نشأت المدرسة الإنسانية وما الذي ميزها عن غيرها؟

ظهرت المدرسة الإنسانية في منتصف القرن العشرين كرد فعل على السلوكية والتحليل النفسي، مؤكدة على قيمة الإنسان وكرامته. ركزت على حرية الفرد وقدرته على تحقيق ذاته، وعلى القبول غير المشروط والتعاطف كعناصر أساسية للنمو. ومن أبرز روادها أبراهام ماسلو بنظريته عن هرم الحاجات، وكارل روجرز بالعلاج المتمركز حول العميل، وروللو ماي الذي أدخل الفكر الوجودي. وتُعد من مدارس علم النفس التي قدمت رؤية إيجابية متفائلة للإنسان.

 

ما المدرسة المعرفية وكيف غيّرت مسار دراسة العمليات العقلية؟

المدرسة المعرفية ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين لتعيد الاهتمام بالعمليات العقلية مثل التفكير، والذاكرة، والانتباه، وحل المشكلات. جاءت كرد فعل على السلوكية التي أهملت العقل، وقدمت نماذج تشبه معالجة المعلومات في الحاسوب. ومن أبرز رموزها جان بياجيه في دراساته عن النمو المعرفي، وجورج ميلر ببحوثه حول الذاكرة قصيرة المدى، وأولريك نيسر الذي صاغ مصطلح “علم النفس المعرفي”. وتُعتبر اليوم من أهم مدارس علم النفس المعاصرة.

شريط2

ما القيمة العلمية لدراسة مدارس علم النفس لطلاب الدراسات العليا؟

تمثل دراسة مدارس علم النفس رافدًا أساسيًا لطلاب الدراسات العليا، لما تمنحه من أبعاد معرفية ونقدية تسهم في إثراء أبحاثهم الأكاديمية.

  1. تساعدهم على تكوين رؤية تاريخية لفهم تطور الفكر النفسي عبر العصور.
  2. تمكّنهم من مقارنة الاتجاهات المختلفة واستخلاص أوجه القوة والقصور في كل مدرسة.
  3. تمنحهم خلفية نظرية متينة تعينهم على صياغة إشكاليات بحثية أصيلة.
  4. توسّع مداركهم لفهم العلاقة بين علم النفس والفلسفة والعلوم الاجتماعية.
  5. تزوّدهم بأدوات تحليلية نقدية لدراسة الظواهر النفسية بعمق أكبر.
  6. تعزز قدرتهم على اختيار الأطر النظرية والمنهجية المناسبة لبحوثهم.
  7. تفتح أمامهم آفاقًا متعددة للتطبيق في ميادين التعليم والعلاج والعمل.
  8. تدعم مهاراتهم في استخدام مناهج متنوعة بين التجريب والملاحظة والتحليل.
  9. تجعلهم أكثر وعيًا بأهمية التنوع الفكري في صياغة نتائج علمية رصينة.
  10. تؤهلهم للمساهمة في إنتاج معرفة علمية متكاملة تخدم القضايا المجتمعية.

 

ما أوجه التشابه والاختلاف بين مدارس علم النفس الكبرى؟

رغم تباين منطلقاتها ومناهجها، فإن مدارس علم النفس الكبرى تشترك في سعيها لفهم السلوك الإنساني وتفسير الظواهر النفسية، لكنها اختلفت في زاوية النظر والآليات البحثية.

1- البنائية والوظيفية

تشابهتا في التركيز على دراسة الوعي، لكن البنائية حللته إلى عناصر بسيطة، بينما رأت الوظيفية أن الأهم هو فهم وظيفته في التكيف.

2- الجشطالتية والبنائية

اتفق الطرفان على أهمية دراسة العقل، لكن الجشطالتية أكدت أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء، بينما البنائية انشغلت بالتفكيك.

3- السلوكية والتحليل النفسي

تشابهتا في الاهتمام بالتفسير الشامل للسلوك، لكن السلوكية حصرت نفسها في السلوك الظاهر، بينما ركز التحليل النفسي على اللاشعور.

4- الإنسانية والتحليل النفسي

كلاهما اهتم بدواخل الإنسان، لكن الإنسانية نظرت له بإيجابية كائن قادر على النمو، بينما التحليل النفسي أبرز الصراعات والاضطرابات.

5- المعرفية والسلوكية

توافقتا في الاعتماد على المناهج التجريبية، لكن المعرفية ركزت على العمليات العقلية، بينما السلوكية تجاهلتها لصالح السلوك الظاهر.

6- الوظيفية والجشطالتية

تشابهتا في رفضهما التجزئة الضيقة، لكن الوظيفية انطلقت من التكيف العملي، والجشطالتية من مبادئ الإدراك الكلي.

7- التحليل النفسي والمعرفية

كلاهما أولى اهتمامًا بالعمليات الداخلية، لكن التحليل النفسي ركز على اللاشعور، بينما المعرفية درست التفكير الواعي والذاكرة.

8- التكامل العام

ورغم اختلافها، فإن هذه المدارس معًا تمثل فسيفساء فكرية أغنت علم النفس، وجعلته أكثر شمولًا ومرونة في فهم الإنسان.

 

ما الدروس التي يمكن أن يستفيد منها طلاب الدراسات العليا من مدارس علم النفس؟

تمنح دراسة مدارس علم النفس طلاب الدراسات العليا مجموعة من الدروس الأكاديمية والعملية التي تثري مسيرتهم البحثية وتساعدهم على صقل أدواتهم العلمية.

  1. يتعلم الطالب أن تعدد المدارس يعكس ثراء الفكر النفسي وليس تناقضه.
  2. يدرك أن كل مدرسة تقدم زاوية نظر مختلفة يمكن أن تكمل غيرها.
  3. يكتشف أن المناهج البحثية تتنوع بين التجريب، والملاحظة، والتحليل، مما يعزز مرونته العلمية.
  4. يتعلم أن النقد الموضوعي أساس لفهم أوجه القوة والقصور في النظريات.
  5. يكتسب مهارة ربط الأفكار النظرية بالتطبيقات العملية في العلاج والتعليم والمجتمع.
  6. يفهم أن الظواهر النفسية معقدة ولا يمكن اختزالها في اتجاه واحد.
  7. يتدرب على صياغة أسئلة بحثية أصيلة تستلهم من تنوع المدارس.
  8. يعي أن التغير التاريخي في المدارس يعكس استجابة للظروف الثقافية والاجتماعية.
  9. يتعلم قيمة التكامل بين العلوم الأخرى كالبيولوجيا والفلسفة والتربية.
  10. يدرك أن الباحث الناجح هو من يوظف خبرته بالمدارس لبناء إطار نظري متين لأبحاثه.

شريط3

الخاتمة

تكشف دراسة مدارس علم النفس عن ثراء الفكر الإنساني في سعيه لفهم العقل والسلوك. فمن البنائية التي ركزت على عناصر الوعي، إلى الوظيفية التي أبرزت التكيف، والجشطالتية التي اهتمت بالإدراك الكلي، والسلوكية التي حصرت الاهتمام في السلوك الظاهر، والتحليل النفسي الذي كشف عن اللاشعور، والإنسانية التي دافعت عن حرية الفرد، وصولًا إلى المعرفية التي وضعت العمليات العقلية في الصدارة؛ كلها اتجاهات أسهمت في صياغة علم النفس الحديث. ولطلاب الدراسات العليا، فإن الإحاطة بهذه المدارس تمثل أساسًا لا غنى عنه لفهم مسار هذا العلم وتطوير أدوات البحث الأكاديمي.

 

مرجع المقال:

Arson, E., Wilson, T. D., & Akert, R. M. (2013). School psychology. Social Work and Social Policy, University of South Australia, and Lorraine Kerr, Department of Social Work and Social Planning, Flinders University.–2013.–Р, 93.‏

Scroll to Top