إعادة الصياغة للنصوص الاكاديمية ب 5 طرق احترافية

كيفية إعادة الصياغة للنصوص الاكاديمية؟

كيفية إعادة الصياغة للنصوص الاكاديمية؟

تُعد إعادة الصياغة من أهم المهارات التي يحتاج إليها الباحث في مرحلة الدراسات العليا، لما لها من دور مباشر في خفض الاستلال والحفاظ على النزاهة العلمية، خاصة في الجامعات السعودية والخليجية التي تشترط الالتزام بقواعد الكتابة الأكاديمية ومتطلبات الاعتماد المؤسسي. وتبرز أهمية هذه المهارة في قدرتها على تحويل الأفكار إلى صياغة جديدة تُعبّر عن فهم الباحث دون الإخلال بالمعنى الأصلي، وبما يضمن إنتاج نص أصيل ومتوافق مع المعايير الأكاديمية.

 

ما المقصود بإعادة الصياغة الأكاديمية؟

تشير إعادة الصياغة الأكاديمية إلى إعادة كتابة الفكرة أو النص بطريقة جديدة تعبّر عن فهم الباحث، مع المحافظة على المعنى العلمي دون تقليد الصياغة الأصلية. وتختلف إعادة الصياغة عن التحرير اللغوي في أن الأولى تعيد بناء المضمون، بينما يركز التحرير على تحسين الأسلوب. وتُعد إعادة الصياغة جزءًا جوهريًا من عمل الباحث لأنها تضمن الأصالة، وتقلل التشابه، وتُظهر قدرة الباحث على التحليل والاستيعاب.

 

مهارة الباحث عند تعلم مهارة إعادة الصياغة

تُعد إعادة الإنتاج اللغوي للنصوص إحدى أهم المهارات التي يحرص الباحث على إتقانها لتجنب الاستلال وبناء نص أصيل يعكس فهمه، ولذلك يركز المتعلمون على معرفة أدواتها الصحيحة وحدودها العلمية وأبرزها:

  1. الرغبة في كتابة نص جديد يحمل معنى المصدر دون تكرار تراكيبه اللغوية.
  2. السعي لفهم الفكرة بعمق قبل إعادة بنائها بأسلوب مختلف تمامًا عن الأصل.
  3. إدراك أن الاستبدال اللفظي وحده لا يُعد إعادة صياغة، بل يُحتسب تشابهًا بنيويًا.
  4. التعرف على الفروق بين إعادة الصياغة الصحيحة وإعادة الكتابة الزائفة التي تُشابه الأصل.
  5. البحث عن طرق تنويع الجمل باستخدام تراكيب جديدة دون الإخلال بالمعنى العلمي.
  6. استخدام مهارات الدمج بين مصادر متعددة لإنتاج نص مركّب بعيد عن النسخ المباشر.
  7. التعرف على الحالات التي يسمح فيها بالاقتباس الحرفي كجزء مكمل لإعادة الصياغة.
  8. تعلم قواعد التوثيق لتجنب اعتبار النص المعاد صياغته اقتباسًا غير موثق.
  9. الاستفادة من الأدوات الرقمية كمساعدات لا كبديل عن الفهم والتحليل.
  10. تطوير أسلوب كتابي خاص يميز الباحث عن النصوص المأخوذة من المراجع الأصلية.

وتلتقي هذه الدوافع العلمية مع معايير الجامعات السعودية التي تحدد ضوابط دقيقة لعملية الإعادة، حيث تربط بين جودة الأسلوب وانخفاض نسبة الاستلال، مما يستلزم الالتزام بالإجراءات الأكاديمية الواضحة عند إعداد النصوص.

شريط1

معايير الجامعات السعودية في إعادة الصياغة وخفض الاستلال

تعتمد الجامعات السعودية على معايير صارمة لضبط إعادة الإنتاج اللغوي للنصوص بوصفها أداة أساسية لخفض الاستلال وضمان أصالة المحتوى، وتشدد على أن تكون العملية مبنية على فهم وتحليل لا على تبديل كلمات كالتالي:

  1. التزام الباحث بإعادة بناء الجملة تركيبًا ومعنى، لا الاكتفاء بتعديل مفردات بسيطة.
  2. مراعاة ألا تتشابه البنية اللغوية للنص مع المصدر حتى ولو تغيّرت الكلمات الظاهرية.
  3. التركيز على المعنى العلمي للنص الأصلي لضمان نقل الفكرة بدقة دون تشويه.
  4. اعتماد قراءة معمّقة للمصدر قبل الصياغة لتجنب الاستلال البنيوي أو الدلالي.
  5. توثيق كل فكرة معاد صياغتها وفق دليل الجامعة حتى لا تُسجَّل كاقتباس غير موثق.
  6. استخدام مصادر متعددة لخلق نص مركب يقلل التشابه ويزيد الأصالة.
  7. الاستعانة بالأدوات المسموح بها من الجامعة للفحص الأولي قبل التسليم النهائي.
  8. الالتزام بالنسبة المحددة من الجامعة، والتي غالبًا لا تتجاوز 20% في الإطار النظري.

وتأكيدًا لهذه المعايير، تشدد الجامعات السعودية على أن الإعادة ليست مهمة لغوية فقط، بل مهارة أكاديمية أساسية مرتبطة مباشرة بسلامة المنهج وانخفاض التشابه، مما يجعل اتباع خطوات الصياغة العلمية ضرورة لا يمكن تجاوزها في أي بحث، وهو ما يقودنا إلى خطوات إعادة الصياغة الأكاديمية بطريقة صحيحة.

 

خطوات إعادة الصياغة الأكاديمية بطريقة صحيحة

تُعد إعادة الصياغة جزءًا جوهريًا من الكتابة الأكاديمية، وتهدف إلى إنتاج نص جديد يحافظ على الفكرة الأصلية دون تكرار أو تشابه، وتتحقق فاعليتها من خلال خطوات منهجية واضحة كما يلي:

1-فهم النص الأصلي بعمق

تبدأ العملية بقراءة النص مرة أو مرتين لفهم الفكرة العامة والتفاصيل الدقيقة، بما يسمح بإعادة بنائه دون اعتماد على تركيب الجملة الأصلية.

2-استخلاص الفكرة الأساسية

يقوم الباحث بتحديد جوهر الفكرة في جملة واحدة، وهو ما يسهل صياغة فقرة جديدة بعيدة عن التراكيب الأصلية.

3-إعادة ترتيب الأفكار

تعتمد إعادة الإنتاج اللغوي للنصوص على تغيير ترتيب الجمل والمنطق الداخلي للفقرة بما يعكس رؤية الباحث، لا رؤية المؤلف الأصلي.

4-استخدام مفردات بديلة دقيقة

يتم اختيار كلمات جديدة تعبر عن الفكرة نفسها دون الإخلال بالمعنى، مع الحرص على الحفاظ على الطابع الأكاديمي.

5-تغيير بنية الجمل

يُفضّل تحويل الجملة المبنية للمعلوم إلى مجهول أو العكس، وتقسيم الجمل الطويلة أو دمج القصيرة.

6-الكتابة بأسلوب الباحث

يجب أن تبدو الفقرة منسجمة مع أسلوب الباحث العام في الرسالة، مما يمنع ظهور أي “نبرة دخيلة” تكشف مصدر النص.

7-الاستفادة من مصادر متعددة

دمج الأفكار من أكثر من مرجع يقلل من خطر التشابه ويمنح النص ثراءً لغويًا ومضمونيًا.

8-حذف الحشو والتفاصيل غير الضرورية

تُختصر المعلومات الثانوية والتركيز على المعنى الجوهري الذي يخدم موضوع البحث.

9-التحقق من الدقة المنهجية

يجب التأكد من أن إعادة الإنتاج اللغوي للنصوص لم تُحرّف المعنى أو تغيّره، خصوصًا في المفاهيم العلمية الحساسة.

10-الفحص بعد الكتابة

يُنصح بمراجعة الفقرة بعد صياغتها للتأكد من استقلالها عن الأصل، ثم فحصها باستخدام أدوات الفحص المعتمدة.

وتكشف هذه الخطوات أن الإعادة ليست مجرد مهارة لغوية، بل عملية تحليلية تُعيد بناء الفكرة بصورة أصيلة ومتوافقة مع منهج البحث، مما يمهّد للانتقال إلى الفقرة التالية حول تقنيات متقدمة في إعادة الصياغة.

 

تقنيات متقدمة في إعادة الصياغة

تعتمد فعالية إعادة الصياغة على توظيف تقنيات متقدمة تساعد الباحث على إنتاج نص أصيل بعيد عن التشابه، كالتالي:

  1. تغيير الجملة من المبني للمعلوم إلى المبني للمجهول أو العكس لإعادة تشكيل البنية اللغوية بالكامل.
  2. إعادة ترتيب عناصر الجملة بتقديم بعض الأجزاء وتأخير أخرى لصياغة تركيب مختلف عن المصدر.
  3. تلخيص الفكرة بحذف التفصيلات غير الضرورية والاحتفاظ بالمعنى الأساسي فقط.
  4. إعادة البناء المفاهيمي عبر التعبير عن الفكرة بزاوية تحليلية جديدة تعتمد على فهم الباحث.
  5. دمج المعلومات من أكثر من مصدر داخل فقرة واحدة لتقليل التشابه مع أي نص أصلي.
  6. استخدام مرادفات دقيقة تحافظ على المعنى لكنها تغيّر الصياغة والأسلوب المستخدم.
  7. تحويل الأسلوب الأدبي أو الإنشائي إلى صياغة أكاديمية تقريرية متوافقة مع لغة البحث العلمي.
  8. إضافة تعليق أو جملة تفسيرية من الباحث تُظهر أصالة الفهم وتبعد النص عن النسخ الحرفي.

وتُظهر هذه التقنيات أن الإعادة ليست استبدال كلمات، بل عملية تحليلية كاملة تتطلب فهمًا عميقًا للنص الأصلي، مما يمهّد للانتقال إلى أدوات تساعد على إعادة الصياغة الأكاديمية التي تدعم الباحث أثناء الكتابة.

 

أدوات تساعد على إعادة الصياغة الأكاديمية

أصبحت إعادة الإنتاج اللغوي للنصوص أكثر دقة مع توفر أدوات رقمية متخصصة تساعد الباحث على تحسين نصه، لكنها تظل خطوة مساعدة لا تغني عن المراجعة البشرية الدقيقة، فيما يلي:

1-أدوات الذكاء الاصطناعي في إعادة الصياغة

تُعد أدوات الإعادة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من أبرز الوسائل التي يلجأ إليها الباحثون، إذ تعيد بناء الجمل وفق تراكيب جديدة. ورغم فائدتها، قد تنتج صياغات غير متناسقة تحتاج إلى مراجعة بشرية دقيقة لضبط الأسلوب الأكاديمي.

2-أدوات الفهم الدلالي وتحليل السياق

تساعد أدوات الفحص الدلالي على قراءة النص وفهم معناه قبل اقتراح بدائل لغوية، ما يجعلها أكثر فعالية من الأدوات القائمة على استبدال الكلمات. إلا أنها قد تؤدي إلى تشابه بنيوي إذا لم يُعد الباحث ترتيب الأفكار بنفسه.

3-الإضافات المدمجة في Word وGoogle Docs

تتيح الأدوات المدمجة في برامج الكتابة إعادة صياغة سريعة للجمل، وتُعد خيارًا عمليًا للباحث. ومع ذلك، تقدّم غالبًا صياغات عامة تحتاج إلى تهذيب لغوي لتتلاءم مع متطلبات الكتابة الأكاديمية الرصينة.

4-أدوات الترجمة المتقدمة لإعادة البناء المفاهيمي

يمكن استخدام أدوات الترجمة مثل DeepL لإعادة صياغة النصوص الأجنبية عبر إعادة بنائها دلاليًا، لكنها قد تُدخل تحريفات في المعنى، ما يستوجب مراجعة دقيقة لضمان مطابقة الفكرة الأصلية دون تشويه.

5-أدوات إدارة المراجع المرتبطة بالصيغ الجديدة

تساعد منصات المراجع مثل Zotero وMendeley على ضبط التوثيق بعد الإعادة، مما يحمي الباحث من خطأ شائع يتمثل في فقدان الإحالة أو عدم تطابقها مع النص المعاد صياغته.

6-أدوات التدقيق اللغوي لتحسين النص بعد إعادة الصياغة

تساعد أدوات مثل Grammarly وLanguageTool على تصحيح الأخطاء النحوية والأسلوبية التي قد تنتج عن الإعادة التلقائية، وتسهم في ترقية جودة النص وضبطه وفق المعايير الأكاديمية.

ويُظهر هذا التنوع في الأدوات أن الإعادة عملية مركّبة تتطلب توازناً بين التقنية والخبرة البشرية، مما يجعل الالتزام بالأساليب الصحيحة خطوة أساسية لتجنب الوقوع في التشابه، وهو ما يقودنا إلى كيفية تجنب الاستلال أثناء إعادة الصياغة.

شريط2

كيفية تجنب الاستلال أثناء إعادة الصياغة

تُعد الإعادة مهارة أساسية لتجنب الاستلال، إذ تقوم على إعادة بناء الجملة وفق تركيب جديد يحافظ على المعنى دون تكرار النص الأصلي، وتُسهم في تعزيز أصالة الباحث واتساق كتابته الأكاديمية. وفيما يلي أهم الأساليب التي تدعم تجنّب التشابه أثناء الإعادة كما يلي:

  1. تغيير البنية النحوية للجملة بالكامل بحيث تختلف صياغة العبارة الأصلية بصورة واضحة.
  2. استخدام مفردات بديلة دون الإخلال بالمعنى مع الحفاظ على الدقة المصطلحية العلمية.
  3. دمج جملتين أو أكثر من المصدر في جملة واحدة مركبة لإنتاج نص جديد في شكله ودلالته.
  4. إعادة ترتيب الأفكار داخل الفقرة بما يعكس رؤية الباحث الخاصة للسياق العلمي.
  5. تلخيص الفكرة الأساسية واختصار التفاصيل الزائدة لإنتاج نص موجز وأصيل.
  6. تجنب الترجمة الحرفية عند التعامل مع مصادر أجنبية لأنها تُظهر تشابهًا بنيويًا مباشرًا.
  7. توثيق الفكرة بعد إعادة صياغتها لضمان عدم احتسابها كتشابه غير مشروع في الفحص.
  8. مراجعة النص بصوت مرتفع بعد الصياغة للتأكد من سلاسة الأسلوب واختلافه عن النص الأصلي.

وبناءً على ما سبق، يمكن الانتقال إلى تطبيقات عملية توضّح كيفية تحويل النص الأصلي إلى صياغة جديدة عبر أمثلة متنوعة، وذلك ضمن الفقرة التالية بعنوان: أمثلة تطبيقية لإعادة صياغة صحيحة.

 

أمثلة تطبيقية لإعادة صياغة صحيحة

تبرز أهمية إعادة الإنتاج اللغوي للنصوص في قدرتها على إنتاج نص جديد يحافظ على المعنى دون تكرار الصياغة الأصلية، مما يجعلها أداة رئيسية لخفض التشابه وتحسين جودة الكتابة الأكاديمية، كالاتي:

1-إعادة الصياغة التحليلية للنص الأصلي

تُحوَّل الجملة المباشرة إلى جملة تحليلية تُعيد ترتيب عناصرها؛ فبدل القول إن “البحوث التجريبية تعتمد على ضبط المتغيرات”، يمكن صياغتها بأن “ضبط المتغيرات يمثل الشرط الأساسي لنجاح التصميم التجريبي في الدراسات العلمية”.

2-إعادة البناء المفاهيمي للفكرة

يُعاد إنتاج الفكرة من خلال تفسيرها بأسلوب الباحث؛ فعوضًا عن تكرار وصف الدراسة، يمكن إعادة صياغتها بتقديم فهم الباحث لطبيعة المشكلة أو المتغيرات المعالجة داخل النص.

3-التلخيص الأكاديمي للنصوص الطويلة

تُختصر الفقرة الكبيرة في جملة أو فقرتين موجزتين تعكسان جوهر الفكرة، وهو ما يقلل التشابه ويعطي النص طابعًا أكثر تركيزًا واتساقًا.

4-دمج المعلومات من أكثر من مصدر

يُعاد بناء الفكرة عبر دمج بيانات أو ملاحظات متعددة في صياغة واحدة متناسقة، وهو ما يخلق فقرة أصلية تجمع بين أكثر من منظور دون تكرار أي صياغة موجودة.

5-إعادة الصياغة السياقية للجملة

يُعاد تشكيل الجملة وفق سياق مختلف أو زاوية تحليل جديدة؛ إذ يمكن تحويل الوصف إلى تفسير، أو تحويل عرض واقعة إلى تحليل لآثارها أو نتائجها.

وتُظهر هذه الأمثلة أن الإعادة ليست مجرد تغيير كلمات، بل عملية لغوية ومنهجية تتطلب فهمًا عميقًا للنص قبل إعادة إنتاجه، وهو ما يمهد للانتقال إلى مناقشة أخطاء شائعة في إعادة الصياغة ضمن الفقرة التالية.

 

أخطاء شائعة في إعادة الصياغة

تُعد أخطاء إعادة الإنتاج اللغوي للنصوص من أكثر الأسباب التي ترفع نسبة التشابه وتُضعف جودة النص، إذ ترتبط غالبًا بضعف الفهم أو الاعتماد على التغيير السطحي للجمل، كالاتي:

  1. تغيير بعض الكلمات مع الإبقاء على بنية الجملة الأصلية مما يؤدي إلى تشابه بنيوي واضح.
  2. استخدام المرادفات العشوائية دون مراعاة المعنى الدقيق للمصطلح العلمي.
  3. الاعتماد على أدوات إعادة الصياغة الآلية دون مراجعة بشرية واعية.
  4. كتابة جمل طويلة غير مترابطة نتيجة عدم قراءة النص الأصلي بعمق قبل إعادة صياغته.
  5. الترجمة الحرفية للنصوص الأجنبية ثم محاولة تعديلها بدل فهمها وإعادة بنائها.
  6. دمج جمل من مصادر مختلفة دون تنسيق الأسلوب مما يجعل الفقرة تبدو مركبة وغير طبيعية.
  7. حذف أجزاء مهمة من النص أثناء التلخيص مما يؤدي إلى تشويه الفكرة أو فقدان معناها العلمي.
  8. إعادة صياغة الفقرة دون توثيق المصدر رغم أن المضمون نفسه مستمد من مرجع محدد.
  9. استخدام صياغة إنشائية تبتعد عن الأسلوب الأكاديمي المطلوب في الأبحاث الجامعية.
  10. تكرار نفس نمط الجملة عبر الفقرة كاملة مما يجعل النص أقرب إلى النسخ منه إلى إعادة البناء الأكاديمي.

وتكشف هذه الأخطاء أن إعادة الإنتاج اللغوي عملية تقوم على الفهم والتحليل لا على الاستبدال الشكلي، مما يمهد للانتقال إلى مناقشة كيف يتعامل المحكمون مع إعادة الصياغة؟ في الفقرة التالية.

 

كيف يتعامل المحكمون مع إعادة الصياغة؟

تُقيّم لجان التحكيم جودة النصوص بناءً على مدى أصالتها وقدرة الباحث على التعبير عن الأفكار بلغة واضحة ومنسجمة، إذ يُعد الأسلوب الخاص أحد مؤشرات التمكن العلمي، بينما يكشف الضعف الأسلوبي عن حاجة أكبر للتطوير. وعند مراجعة النصوص، يهتم المحكم بالتماسك والدقة قبل أي شيء، كالاتي:

  1. يولي المحكم اهتمامًا بالتنوع الأسلوبي داخل الفقرات للتأكد من أن النص يحمل بصمة الباحث وليس مجرد إعادة ترتيب لعبارات موجودة.
  2. يتحقق من تماسك بنية الفقرة ومدى انسجامها مع سياق الفصل دون ظهور قفزات أسلوبية أو لغوية تُضعف الاتساق العام.
  3. يركز على وضوح الفكرة بعد إعادة صياغتها، لأن غموضها قد يشير إلى ضعف الفهم الأصلي للنص العلمي.
  4. يقارن بين أسلوب الفقرة وبقية الفصول لرصد أي تغير مفاجئ قد يدل على نسخ أو تدخل أدوات آلية دون مراجعة بشرية.
  5. يراجع سلامة المفاهيم العلمية داخل الفقرة، خصوصًا إذا نتج عن إعادة الصياغة تحريف للمعنى أو تغيير في الدلالة.
  6. يهتم بمدى التزام الباحث بالمنهجية الأكاديمية، خاصة في النقل غير المباشر الذي يتطلب دقة في إعادة البناء المفاهيمي.
  7. يحرص على مطابقة العبارات المعاد صياغتها مع المصادر الأصلية لضمان الحفاظ على الفكرة دون تشابه بنيوي غير مقبول.
  8. يُدقّق في الاتساق اللغوي داخل الفقرة للتأكد من أنها كُتبت بتسلسل منطقي وليس بمجموعة جمل مجتزأة أو مُعدلة آليًا.

شريط3

الخاتمة

تُعد إعادة الصياغة مهارة تتطور بالممارسة، وتجمع بين الفهم العميق للنص والقدرة على التعبير الأكاديمي. ويسهم الالتزام بمعايير النزاهة، والتعامل السليم مع أدوات الفحص، والاستعانة بالدعم الأكاديمي المتخصص في رفع جودة الكتابة والحد من الاستلال. ومع تنمية هذه المهارة، يصبح الباحث قادرًا على إنتاج نصوص علمية أصيلة تعكس خبرته وتميزه في البحث.

 

دور منصة إحصائي في دعم الباحثين على إعادة الصياغة الأكاديمية

تقدم منصة إحصائي دعمًا متخصصًا للباحثين في تطوير مهاراتهم في إعادة الصياغة وخفض التشابه، وذلك من خلال:

  1. إعادة صياغة أكاديمية دقيقة تُعيد بناء النص وتقلل التشابه دون الإخلال بالمعنى العلمي.
  2. تحليل تقارير التشابه وتحديد الفقرات التي تحتاج إلى معالجة متقدمة.
  3. مراجعة لغوية وأسلوبية تضمن انسجام النص مع أسلوب الباحث ومتطلبات الجامعة.
  4. إرشاد الباحث في آليات التوثيق والاستخدام الصحيح للمصادر قبل الفحص النهائي.

 

المراجع

Baszile, D. T. (2019). Rewriting/recurricularlizing as a matter of life and death: The coloniality of academic writing and the challenge of black mattering thereinCurriculum Inquiry49(1), 7-24.‏

Scroll to Top